ذكرى استشهاد الخليفة العباسي فضل المسترشد.
صانع عماد الدين زنكي، قام بأول عمل لتحرير فلسطين من الفرنجة، عدو السلاجقة وقريبهم، أستشهد وهو يقرأ القرآن.
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري.
حيث في مثل هذا اليوم.
-
-
كان اسشهاد الخليفة
العباسي التاسع والعشرون فضل المسترشد بالله "الخليفة الاشقر".
-
وذلك في 1135/08/29
ميلادي.
-
ابيه: الخليفة العباسي
احمد المستظهر بالله.
امه: كوموش خاتون بنت
السلطان السلجوقي ملكشاه.
-
قالوا عنه.
-
قال العمراني: فحل بنو
العباس ونجيبهم وفاضلهم وكاتبهم واشجعهم... عاش سعيدا ومات شهيدا.
قال السبكي: صنف له
الشاشي كتاب العملة واشتهر بإسمه فإنه كان يلقب عمدة الدين والدنيا وعدة الاسلام
والمسلمين، ومولانا المسترشد بالله العباسي كان في أول خلافته تنسك وانفرد
بالعبادة، كان مليح الخط وشهامته أشهر من الشمس .
قال السيوطي: كان ذا
همة عالية وشهامة زائدة وكان مقداماً ذو رأي سديد وهيبة وبأس، شيد أركان الشريعة
وطرز أكمامها كما قاد الحروب بنفسه وغزا عدة مرات ونصره الله على أعدائه أكثر من
مرة.
-
صفاته الجسدية.
-
كان اشقر اعطر اشهل
خفيف العارضين.
-
نشأته.
-
نشأ الخليفة المسترشد
بالله نشأة دينية، وتتلمذ منذ صغره على نخبة من أرفع علماء بغداد، مثل أبي الحسن
بن العلاف وأبي القاسم بن بيان، بالإضافة إلى مؤدبه أبي البركات بن السيبي، فأضحى
أديبا متمكنا وخطيبا مفوها وعابدا زاهدا، وصفته كتب التاريخ بأنه "خليق للإمامة"
وقلّ نظيره بين الأمراء.
-
تولي الخلافة.
-
بويع بالخلافة بعد وفاة
والده في سنة 513 هـ الموافق 1118م.
وعندما تولى مقاليد
منصبه ملأ ربوع ملكه عدلا وإنصافا، وأمن الناس في عهده على أنفسهم وأموالهم
وأعراضهم.
ويصفه المؤرخون بأنه
كان شهما نبيلا ذا همة عالية، لا يكل من السهر على أمور الرعية ليل نهار إلا انه
ورث دولة تعاني من كثرة المحاولات الانفصالية في الأقاليم البعيدة عن مركز الخلافة
في بغداد.
-
انتصاره على دبيس بن
صدقة.
-
في عام 517 هجري
الموافق 1122 ميلادي تمرد ابن صدقة ونهب البلاد فخرج له الخليفة بنفسه، والتقى
الفريقان وقد شهر الخليفة سيفه وكبر واقترب من المعركة، فحمل عنتر بن أبي العسكر
على ميمنة الخليفة فكسرها وقتل أميرها، ثم حمل مرة ثانية فكشفهم كالأولى، فحمل
عليه عماد الدين زنكي بن آقسنقر فأسر عنتر وأسر معه بديل بن زائدة، ثم انهزم عسكر
دبيس وألقوا انفسهم بالماء، فغرق كثير منهم، فأمر الخليفة بضرب أعناق الأسرى صبرا
ببين يديه، وعاد الخليفة إلى بغداد فدخلها
في عاشوراء من عام 517هـ. وقد عزل نقيب العلويين وهدمت داره وهو (علي بن أفلح)
لأنه كان عيناً لدبيس.
-
المسترشد هو صانع عماد
الدين زنكي.
-
لقد وضع المسترشد استراتيجية
لتحرير فلسطين والقدس، وهي بأن يتفرغ احد الولاة بشكل كامل لتحقيق هذا الهدف وان
تكون ولايته مسخرة لهذا الامر، فاختار ولاية الموصل لتكون نقطة الانطلاق، واختار
قائد شرطة بغداد عماد الدين زنكي واليا عليها ليتوسع حتى تحرير القدس والقضاء على
الفرنجة.
ورغم كثرة اعتراض
السلاجقة وتكرار المحاولات اثنائه عن هذا الامر ولكنه بقي مصر على عماد الدين زنكي
وعينه واليا عليها.
-
انتصاره على محمود
السلجوقي.
-
امام توسع نفوذ الخليفة
وتفرق السلاجقة حاول السلطان محمود اضعاف الخليفة فحاربه سنة 521 هجري وحدث القتال
بين الخليفة والسلطان وناصرت العامة الخليفة وشتموا السلطان بقولهم: يا باطني تركت
الفرنج وقاتلت الخليفة.
وبقيت المعركة في داخل
بغداد دائرة حتى انتصر الخليفة وطلب محمود الامان وجاء الى الخليفة واعتذر وقبل
الارض امامه سبع مرات، وخرج السلاجقة من العراق واجزاء واسعة من بلاد فارس، وسيطر
الخليفة سيطرة كاملة.
-
رؤيا رسول الله ص
والمعركة الاخيرة.
-
بعد 8 سنوات من سيطرة
الخليفة سيطرة كاملة تمرد السلطان مسعود السلجوقي فخرج له الخليفة في 15 ألف فارس
إلى همذان، وتروي كتب التاريخ حادثة مثيرة في هذه الحملة تبيّن مدى ورع وشجاعة المسترشد،
إذ جاءه أن أحد المشاركين في الحملة ويعرف باسم "فارس الإسلام" قد رأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنه سأله عن مصير الجيش في حملته تلك
فقال "مكسور مقهور".
وبعد تردد وحيرة، عرض
وزراء الخليفة الأمر عليه، وأشاروا بأن يعود بالجيش أدراجه إلى بغداد، إلا أن
جوابه كان "ويكذّب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! لا والله ما بقي لنا رجعة,
ويقضي الله ما يشاء.
وبعد أيام التقى جيش
الخليفة جيش مسعود الذي كان قد نجح باستمالة الترك في جيش الخليفة، الأمر الذي
أضعف الموقف العسكري لجيش المسترشد، فلم يقو على مواجهة جيش مسعود، رغم الاستبسال
الذي قاتل به الخليفة ورفاقه.
-
اسره.
-
أسر المسترشد بعد معركة
همذان نقل مع المقربين منه ومساعديه إلى معسكر للأسر في اذربيجان.
-
خضوع مسعود.
-
بعد اسر الخليفة هاجت
بغداد وماجت، ولبست مدن فارس السواد، وزلزلت بغداد كما قال ابن الجوزي: وكأنه غضب
من الله، وعندها أرسل السلطان سنجر بن ملكشاه إلى ابن أخيه مسعود بن محمد بن
ملكشاه يوبخه على انتهاك حرمة الخليفة وأسره، ويأمره بأن يطلقه وأن يضع نفسه رهن
إشارته، وتحركت وجوه بغداد للصلح وحصل على أن يعود الخليفة لمقر عزه وجاء السلطان
مسعود الى الخليفة في سجنه واعتذر له وقبل الارض سبع مرات.
-
استشهاده.
-
في اثناء عودته من
اذربيجان الى بغداد توقفوا في مدينة مراغة واقيمت خيمته هناك، واثناء وجوده في
خيمته بينما كان يقرأ القرآن بعد صلاة الظهر، إذ دخل عليه مجموعة من الحشاشين
وقتلوه غيلة بالسكاكين، وكان استشهاده في يوم الأحد 17 ذو القعدة سنة 529 هـ
الموافق 29 أغسطس سنة 1135.
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري.