مِصرُ عبرَ الأزمان)________"١٦"
----------------------
حامد حبيب_مصر
=من الأسرة التاسعة عشرة=
_(رمسيس الثانى)_
_Ramsis ll _
* هو ابن ( سيتى الأول)..وقد اعتلى العرش بعد
وفاة أخيه الأكبر
ولىّ العهد فى حياة أبيه ، حيث
ذكر أنه شارك أباه فى
أُخريات حياته.
_ ويُعتبَر أشهر
الفراعنة على الإطلاق ، وعلماً على
مصر القديمة، تكملةً للأهرام وأبو الهول.........كما أنه
ارتبط اسمه بظاهرة
تعامُد الشمس على أمثاله بمعبد "أبو سمبل" ، والتى يتابعها
ملايين البشر فى كل
أنحاء العالم.
_ ونقلَ عاصمةَ المُلك
من طيبة لشمال الدلتا ، حيث
أقام فى
مدينة "تانيس " أنشأ
مدينة" بر مسيس "
أى : بيت رمسيس _التى ورد
ذكرها فى التوراة _ والتى أصبحت
مقر الحكومة وعاصمة البلاد. وقد
أنشأ معبَدَى" أبو سنبل" ،
الذى تكاتف العالم
كله لإنقاذهما من
الغرق ، باعتبارهما
من تراث الإنسانية.
وهو الذى
تزيّنت به أحد
ميادين القاهرة، وسُمّىَ الميدان
باسمه"ميدان رمسيس"قبل أن يُنقَل لموقعه
الجديد،ولايزال اسمه
منقوشاً على جميع معابد مصر
العظيمة .
_فى السنة الرابعة من
حكمه ، قاد جيشه إلى شاطئ
فلسطين حتى نهر الكلب
قريباً من بيروت، واستولى
على الموانئ ، ليؤمّن المواصلات عن
طريق البحر
بين مصر والشام.
_ أمّا حملته
الكبرى ، كانت فى العام
الخامس من حكمه ، وكانت
مع الحيثيين حول
مدينة قادش، والتى نُقِشَت
كل تفاصيلها فى
معبد الكرنك وفى معبد الأقصر وفى الرمسيوم.
_ فى هذه المعركة ،
قسّم رمسيس جيشه إلى أربعة
أقسام، أطلق عليها
أسماء الآلهة الأربعة لمدن مصر
الكبرى ( آمون_رع_سونح_بتاح ) ، وقد
استطاع
الحيثيون أن يدعوه من خلال معلومات خاطئة عن
مركز جيوش
الحيثية ، فأسرع بكتيبته ليلحق بهم
فانفصل عن
بقية جيوشه الأربعة
، فأحاط به الحيثيون
، لكنه أظهر شجاعة خارقة ، وحارب
فى
قوة وصلابة
وفدائية ، إلى أن
لحقته جيوشه المتخلّفة فأنقذته
من موت مُحَقَّق، حتى جاء فى الأثر التاريخى
أن الحيثيين بعثوا
بخطاب إلى
رمسيس يعجبون فيه
من قوته التى فاقت كل قوة
ويطلبون منه
وضع حد لهذه
الحرب التى لا يفيد منها أحد.
_على أن
حرب قادش لم تضع
نهاية للحروب فى
آسيا ،حيث قامت
ثورة فى فلسطين بتحريض من ،
الحيثيين عاد رمسيس
لإخمادها.
_ ولما
كانت مملكة آشور
قد كشفت عن
قوتها، واستولت على دولة "ميتانى" ورأى أن بلاده ستكون
محل هجوم
من مملكة آشور ، فآثر أن يضع
حدّاً للحرب مع مصر ، وأن يبرم معاهدة تحالف وصداقة
مع ملكها
، وكُتبَت نصوص
المعاهدة بمصدَرَيها المصرى والحيثى
على لوح من
الفضة ، وكانت تشتمل على ثمانى عشرة مادة، كأول معاهدة
سلام.
_وتُعتبَر هذه المعاهدة
خاتمة الحروب بين الدولتين
وبدء عهد السلام ، فلم تقع
حروب بين الدولتين
بعدها أبداً...وقد عاش
رمسيس بعدها ستّاً وأربعين
سنة ، لم يقع فيها مايُعكّر السلام ، ولم تجرؤ دولة
على الاعتداء على حقوق
مصر.
_ وقد زار ملك الحيثيين مصر بعد المعاهدة بثلاثة
عشر عاما ،
ليحضر الاحتفال بزواج ابنته
الكبرى
برمسيس ، وقد حمل مع
موكب ابنته الهدايا الجزيلة
واختلط الحرس
الحيثى بالجنود المصريين ، بعدما
كانوا ألدّ
الأعداء............وعلى مدخل معبد أبى سمبل
تشاهد رسوم هذه الزيارة
.
_ وقد أُغرم رمسيس
بالفتاة الحيثية ورفع مكانتها
حتى أصبحت تُلَقَّب
بالزوجة الملكية العظيمة.
_ ولم
تكن الأميرة الحيثية
هى وحدها زوجة رمسيس رمسيس، بل سبقتها زوجتان ، هما :
نفرتارى ، التى تزوجها فى السنة الأولى من حكمه....
و : إيزيس نفر ، ونساء
أُخريات ، حتى أنجب ثلاثة
وثلاثين ولداً واثنتين
وثلاثين بنتاً.
__________
_ وقد ازدهر
الأدب فى تلك الفترة ،
من قصائد، كقصيدة ( بنتاؤور)
والقصص التاريخية التى حكت
لنا الكثير من أحداث
التاريخ المصرى ، كقصة النزاع
بين الهكسوس
وأمير طيبة ، والذى انتهى بإجلاء
الهكسوس عن مصر.
_وهناك قصص أخرى تناولت
أمور الفلاّحين، ومنها :
"قصة
الأخَوَين".
_وقد مات رمسيس الثانى
بعد أن حكم سبعاً وستين
سنة، وكان عمره عند
وفاته (٩٢سنة).
____________(قصة
الأخَوَين)_________
تتلخّص فى" أنَّ
أخوَين عاشا معاً فى كوخ بإحدى
الحدائق، وكان أكبرهما
متزوّجاً وفى يده زمام البيت
..أما الأصغر
فكان يعيش معه
كإبنٍ له ، فصَبَت (مالت) نفس
زوجة الكبير إلى أخيه الصغير ،
لكنه
رفض طلبها ، فأرادت أن
تكيد له ، فوَشَت إلى أخيه
بالزور والبهتان ، فعزم
على يقتصَّ من أخيه الصغير،
فأراد قتله خِلسةً ،
فتربّص له وراء الباب.وفى المساء
عاد أخوه بالبهائم
لِيُدخلها إلى الإصطبلات ، فلحظت
إحدى الحيوانات
الأمر من اختباء أخيه ، وأسرّت إلى راعيها بما يضمر له أخوه
الكبيرفلما علم فرّ هارباً خوفاً من القتل ".
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
_وهذه القصة
تشير إلى إبداع
الأدباء فى مصر القديمة ، وخيالهم الفسيح، وحالة التشخيص
التى
وردت فى
القصة من خلال
الإسرار لراعيها بما يضمره الأخ الكبير..وإشارة إلى مدى وفاء الحيوان
لصاحبه...الأمر الثانى
، الموضوع ذاته ، الذى يدل على كيد النساء، كما حدث فى قصة يوسف، ومازال
يجرى حتى وقتنا الحاضر
عبر الأزمان.بمعنى أنه
موضوع قديمٌ جديد.
_______________
حامد حبيب_مصر