جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
تاريخحامد حبيبمصرمصر عبر الأزمان

الأدب فى العهد الانتقالى الأول والدولةُ الوسطى (9 )

 

(الأدب فى العهد الانتقالى الأول والدولةُ الوسطى)

  -------------------------( ٩ )----------------------------

حامد حبيب

 



كان  هناك  اعتراف  من  جمهرة المؤرّخين باعتبار هذه  الفترة  من  فترات  التاريخة الفرعونى العصر

الذهبى  فى  الآداب  المصرية  ،  و قد  ظلّت   اللغة الخاصة  بالدولة  الوسطى،وهى لغة وجيزة وراقية

تُستعمَل فى كل التآليف بعد ذلك ، وبقيت هى اللغة

الكلاسيكية لمصر فى الدولة الحديثة.

_كان من أجمل الآثار الأدبية ، قصة"الفلّاح الفصيح"

والتى أطلق عليها علماء الآثار اسم "سكارى" ، وهى

تؤلّف كتاباً رائعاً فى البلاغةِ والفصاحة ، وتدور حول

موظّف كبير اغتصب حَمير فلّاح  بائس  بحمولتها ،

فقد الفلاح مدير بيت الملك، وقدّم له شكوى مكتوبة

وقد   أعجب  مدير   بيت  الملك  بأسلوب   الشكوى فعرضها  على  الملك  الذى أعجب بها  بدوره وطلب

من  مدير  بيته  أن  يسكُتَ  عن الفلاح ، فى الوقت الذى  يمُد  فيه  زوجته وأهل بيته بالطعام  دون أن

يشعر الفلاح  ، فراح الفلاح ينهال بالشكاوى واحدة

تِلوَ أخرى ، حتى بلغت ثمانية.  وهى  تعطينا صورة

دقيقة بما كان يجرى فى هذا العهد من المظالم.

___________

   وهناك  وثيقة  هامّة ، هى  وصيّة (خيتى الثالث)

لابنه  ، وقد  أبدى فيها الندم ، وأنه لم يعد الإله، بل

الإنسان الذى يحسّ بذنوبه، ويوصيه بمصانعة أهل

الجنوب، وعدم استخدام العنف ، مُحذّراً إياه بقوله:

"أنّ  الضربةَ  إنما  تُقابَل  بالضربة " ، ويشيد بسياسة

الحوار والحجة والمنطق ، قائلاً له : "قوّةُ المرء فى

لسانه، وأن الحديث الطيب أقوى من الحرب والقتال

"اعمل  على  إقامة  الحق  طول  عمرك ،  وخُذ  بيد الحزين والبائس ، ولاتظلم أرملة ولاتقتل، فالقتل لا

يفيد"........."لاتنظر إلى الرجل العظيم على حساب الرجل  الفقير ،  بل  عامل  كُلّاً  على  حسب  أعماله وكفاءته ".." واعبد الله وعظّمهُ..إن الله يتقبّل أعمال

الصالحين  ، وهى أفضل من أى تقدمة  أو قرابين....

الله يعلم ما تُسِرُّه وماتُعلنه..هو راعى الناس ،  خالق

السماوات  والأرض  ومالها  من  ماء  للظامئ ، وهذا الهواء ليحيا به الناس ".

___________

   ومن الوثائق الأدبية : برديّة محفوظة فى متحف

برلين، وهى تصوّر  شجاراً  وقع  بين  إنسان كان قد

قد سئم الحياة وبين روحه، فالرجل يريد أن ينتحر

والروح تأبى عليه، وتصف له فظائع القبر  ، والثواب

والعقاب ،وإذا تذكرت الدفن فإنه حزن، وذكراه تثير

الدموع ، وتعم القلب حُزنا...تمتّع بيوم سرور وانسَ

الهموم.

___________

ومن الوثائق الأدبية التى خلّدها التاريخ :

"قصة سنوحى"..وهو أمير مصرى فرَّ هارباً من مصر

لسبب مجهول وأقام فى آسيا  بعض سنوات ، ولكنه

ظل طوال الوقت يحِن للعودة  إلى مصر ، حتى بلغ

خبره مسامع (سنوسرت الأول) فرعون مصر ، فكتب

له يقول :"  أنك غادرت البلاد برغبتك ، ولم  تتحدث

بسوء حتى تُحاسَب "....وسمح فرعون لسنوحى أن

يعود إلى مصر مُعزًزا مُكرّماً  ، وعندما وصل سنوحى

إلى  حضرة  الفرعون ، قال له : "ها  قد  رجعت  إلينا

بعد أن طويت الأقطار وأصبحت شيخاً كاملاً ".

___________

ويحفظ لنا الأدب من هذه الفترة"قصة بحار مصرى"

تشبه  قصة  السندباد  البحرى ، فقد غرقت السفينة

فهلك  كل  من كان  عليها  إلّا بحّار واحد، يقول عن

نفسه : " ثم دفعَت بى موجة إلى جزيرة ، وأمضيت

ثلاثة أيام ، إذ  لم  يكن  فى  صُحبتى إلا قلبى  ، ثم

سمعت صوتاً كالرعد واعتقدت أنها موجة بحر ، ولما

كشفت  الغطاء  عن  وجهى  وجدت  أنه ثعبان  أخذ

يقترب منى ، يبلغ طوله ثلاثين ذراعاً  ،  وأما لحيته

فيبلغ طولها خمسة أذرع ، وقد  طلا  جسمه بالذهب

ثم سألنى :"مَن أحضرك إلى هنا"..وكرّر ذلك ثلاثا ً..

وتمضى القصة إلى آخرها.......ولقد كانت تلك القصة

هى الوحى لقصص السندباد البحرى ، التى اشتهرت

فى العربية بعد ذلك بألوف السنين.

____________

أما عن المسرح فى تلك الفترة،ةفقد عُثِر على أجزاء

من وثائق خاصة بمسرحيتين ، كانتا  تمثلان  داخل

المعابد   والهياكل  ،  وهى  الدراما  المنفية ،  ودراما التتويج، وقد وُجِدا فى نقوش على  ماصطلح على

تسميته   حجر   شاباكو   المعروض   فى   المتحف البريطانى.

_________________(سنواصل إن شاء الله)

مَن وعَى التاريخَ بِصدرهِ    أضافَ أعماراً إلى عُمره

_____________________________________

                  حامد حبيب _ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *