مصرُ عبرَ الأزمان(1)
مصرُ عبرَ الأزمان(1)
أبهرتنى صديقتى الفلبينية(مِلدرد بارmildred par) وهى مُدرٌسة تاريخ..متخصّصة فى تاريخ مصر القديم..وعبر رسائل ومكالمات على الماسنجر
(بالإنجليزية)بخصوص هذا
التاريخ وكم المعلوماتٍ الهائلة عن فراعنة مصر وإنجازاتهم عن الحضارة
المصرية وعظمتها ، حتى
أحسستُ كم هى عاشقة لتاريخنا،فخورة بحضارتنا،فبثّت فى نفسى غيرة ،
فعزمتُ على أن أبدأ تلك
السلسلة عن تاريخ مصر
عبر الأزمان.
_____________(البداية)____________
رُزٍقَ نوحٌ بثلاثة أولاد،هم:سام،وحام
ويافِث،ومِن هؤلاء الثلاثة تفرّع البشر فى كلِّ أنحاء الدنيا.
_فأمّا (يافِث) فهو أبو
التُّرك والصقالبة ويأجوج ومأجوج ، وهم المغول (الجنس الأصفر).
_وأما (سام) فهو جَدّ
شعوب العرب والروم والفُرس
(الجنس الأبيض).
_وأما (حام) فهو والد
القِبط والأحباش السودان والبربر (الجنس الزنجى).
وافترق علماء الأجناس
والحفريات حول أصل قدماء المصريين، فمنهم من قال ينتمون للأصل الحامى الذى يكوِّن شمال أفريقيا،وآخرون يرون
أنهم من الجنس
السامى..وبغض النظر فهم يعودون
إلى(نوح) والد( حام) و
(سام).
وإن كان كتاب
"العهد القديم" يقول: أنّ حام بن نوح
قد أنجب(كوشين)
و(مصرايم) و(قوط)و(كنعان).
ويقول (ابن تُغرى
بُردى) فى "النجوم الزاهرة":
"فأما مصر ف سِمّيَت هكذا نسبةً إلى مصرايم بن بَيصر بن حام بن نوح".
وقد شهدت أرض مصر كل
العصور والحِقَب التى مرّت بالكوكب الأرضى، فكان بها العصر الحجري
القديم بأقسامه الثلاث،
والذى يجعل البعض بداياته
إلى مائةِ ألف سنةٍ
سابقة. وقد عُثِرَ على مصانع من العصر الحجري القديم عند العباسية، حيثُ مَصَب
النيل القديم، وبالقُرب
من نجع حمادى، وأسوان
وشرق الواحات الخارجة،
وعلى حافّة الدلتا الشرقية
_ولأنّ مناخ مصر كان
أغزرَ مطراً منه الآن، وأكثر برودة بمايزيد على عشر درجات تقريباً، فقد كانت
الحياةُ فى الصحارى
المصرية تختلف عما هى عليه
الآن، إذ كانت عامرة
بألوان الحياة...تنمو بها الأعشابُ والأشجارُ ، وتكثُر فيها الحيوانات، سواء آكِلة
العُشب
أو المُفترسة ، وقد
اعتمد إنسان ذلك العصر فى طعامه على جمع الثمار وصيد الحيوانات ، وعاش
فيها فى قبائل تحكمها
عادات وتقاليد..فكانت تلك
الصحارى مسرح حياته،ترك
بها آثارُه بداخلها وفى
أطرافها على حافة وادى
النيل. ومع بدايات العصر الحجري الحديث(٨٠٠٠- ٦٠٠٠ ق.م) تقهقر الجليد، وبدأت مصر
تُصبِح آهِلة بالسكان ،الذين بدأوا يتّجهون نحو سُكنى الوادى، بعد أن بدأ الجفافُ
يزحف على الصحراء. وقد
جعل النيلُ حياةَ مَن
يعيشون علي شاطئيه
تعتمدُ اعتماداً كاملاً عليه،
حتى ألّهوه
وقدّسوه...فانتشرت الزراعة انتشاراً واسعاً فى عام(١٤,٠٠٠ ق.م) ، وأثبت ذلك ماقامت
به
البعثات الأمريكية والبولندية والمصرية فى منطقة "توشكا"بالقرب من إدفو وإسنا، حيث عثروا على
وجود آلات حجرية للمصرى القديم، استعملها لحصد الحبوب، حيثُ وُجِدَت مَسننة ومشحوذة كالمنشار،
كما عُثِرَ على رحايا
لطحن الحبوب، وقد حُدِّد عمر هذه الآلات الحجرية بواسطة الكربون المُشِع رقم(١٤)
فحدّد عمر هذه الأدوات ب(١٤٠٠٠ ق.م)..
ودلّت الأبحاث على أن
طول الإنسان المصرى القديم
كان (١٨٠سم).
كما عُثِرَ بين الهياكل
العظمية على مايفيد وجود البقر البرّى وسيد قشطة والغزال السودانى والزراف
والضياع والحمار
البرّى.
ومما يدلّ على قِدَم
الزراعة فى مصر ، ماوُجِد فى
أمعاء جُثث هذا العصر
من حبوب الشعير والذرة
الرفيعة والقمح..ولمّا
كانت هذه النباتات لاتنمو فى مصر برّياً، دلَّ ذلك على معرفة الزراعة فى هذا
العصر.
كما استأنس بالمصريين
فى ذلك العهد من الحيوانات ، الكلاب
خاصّةً، وذلك لأن الكلب كان أوّل مَن رافقَ الإنسان عند رحيله من الصحراء إلى
النيل، وكان يعيش على فتات طعام الإنسان ، واستأنس به_أيضاً_البقر والحمير..... (سنُواصل بمشيئة الله)
________________
لاتجهل تاريخَ بلدك
ف:
مَن وَعَى التاريخَ
بِصدرِهِ أضافَ أعماراً إلى عُمره
__________________
حامد حبيب_مصر