مجتمعُنا..كيف يتعامل مع الأطفالِ الموهوبين
حامد حبيب
لاتحكى عن مدارسِنا ومجتمعاتنافى كيفيةالتعامل
مع أطفالنا المبدعين الموهوبين ..فلدينا أطفالٌ فى
غاية الإبداع
والموهبة..نحن مبدعون فى قتل كل
موهبة وإبداعٍ لديهم.
فى المدارس...التى
لانمتلك منها إلاّ إسماً ..لاتبحث
عن تنمية مواهب.
الأسرة..كثيرٌ من
الأُسر لاينتبهون إلى تلك المواهب
ولا يقدرون قيمتها.
المجتمع بِرُمّته لايعى
ولايهتم.
دولنا العربية ...فى
وادٍ آخر
لو كان لدينا اهتمامٌ
بالطفل اهتماماّ يليقُ بما أودعه الله فيه من موهبة وطاقة إبداعية خلّاقة،
لتجاوزنا
حدود العالمية بأطفالنا
،الذين سيكونون سرَّ نهضتنا
الحقيقية.
فالنظام التعليمى عندنا
لا يهتم بالتفوّق، لكننا
نحتفى كثيراً بالبطولات
الرياضية ومسابقات الدورى
حتى أصبحنا ندفع
أطفالنا منذ الصٌِغَر إلى تعديل
سلوكهم ونموّهم العقلى،
مما يجعل الطفل المتفوّق
عقلياً أو الموهوب
حبيسَ التقاليد المدرسية، وهذا
مايجعله يعيش عالماً من
صُنع خياله.
نحن فى الوقت الذى ننفق
فيه بسخاء على الأطفال
المعاقين من منطلق
إنسانى ، لانهتم إطلاقاً بالموهوبين والمتفوقين ،مع أنّ الاهتمام بهم يدخل
فى صميم استثمار وصناعة
مستقبل الأمة، لأنهم
سيكونون علماء المستقبل
ومُفكّروه وصانعوا حضارته .
وعدم تفهَّم حاجات
هؤلاء الأطفال وعدم إعطائهم
الفرص المتكافئة
والمناسبة بقدراتهم ،سيُحمّل المجتمع مسئولية إهمال إشباع حاجاتهم النفسية
والاجتماعية وإهمال
مواهبهم...سيحوّل المجتمع
تلك الطاقات الإيجابية
إلى سلبية بإهماله هذا.
وهناك فروق بين المجتمع
العربى والغربى فى هذا
الشأن..
فالمجتمع العربى ينصبُّ
اهتمامه على تحفيظ الأطفال للمعلومات بطريقة شبه جامدة، كما أن التفاهات التى
تُقدَّم له من خلال برامج الإعلام
المرئى والمسموع لاتجعل
منه رجل المستقبل.
بينما المجتمعات
المتقدمة ،تُقدّر الموهبة العقلية،
وتحثُّ على
تنميتها......ومعظم الجامعات الغربية
تضع برامج خاصّة لرعاية
الأطفال الفائزين عقلياً،
وتعمل على إعداد
مُدرّسين مؤهلين للتدريس لهم..
ومعظم هذه البرامج
يشجّع الأطفال على حُب الاستطلاع والتعلّم والرغبة القوية فى المعرفة.
★إن نشاط هؤلاء الأطفال غير العادى والمُمَيّز
_للأسف_يلقى
_عادةً_الرفض ممّن حولهم من أصدقاء ومعلّمين
وأقرباء ،لعدم وعيهم التام
بطريقة التعامل
معهم،ويرى هؤلاء _من ناحيتهم_
أن هؤلاء الأطفال يجب أن
يُوقَفوا عند حدودهم،
وينظرون إلى
تصرفاتهم على أنها تصرُّفات غير
معقولة ولامقبولة، بل
ينظرون إليهم على أنهم غريبو الأطوار،أو مغرورين ،أو..لايراعون مشاعر
الآخرين ،بل وغير
منضبطين ، وأنه يجب ردعهم
ومعاملتهم بمنتهى
القسوة والحزم.
هذا الأسلوب ..أسلوب
عقيم..أسلوب سلبى..يطفئ
تلك الشعلة المضيئة عند
الموهوبين...شعلة لو نالت
الرعاية لأنارت لهم
الطريق ولذويهم ومجتمعهم.
أطفالنا ذوو الموهبة
ثروة قومية حقيقية ،لو استطعنا استثمارها لكان لنا شأنٌ آخر.
★فمتى نستثمر تلك الطاقات ونحوّلها لنهضة حقيقية ، بدلاّ من
أن تتحوّل لطاقات هدّامة
أو أن يصبحوا عالة على
المجتمع، بعد أن يفقدوا
جواهرهم العقلية
الخلاّقة ،ويجدون أنفسهم فى
صفوف المُهمّشين ؟
★نأمل فى جديدٍ نراه.