بلبيس فى التاريخ ) 6 ) بلبيس و الثقافة
حامد حبيب
لم تخلُ بلبيس عبر
تاريخها من الأدباء والشعراء،
إذ ذكرت المصادر
التاريخية بعضاً من أبنائها برعوا
فى هذا المجال ،فى
القرن السابع والثامن والتاسع
والعاشر من الهجرة،منهم:
_محمد بن
محمد البكرى البلبيسي(٦٢٤ه/١٢٢٧م).
_إبراهيم بن
خلف بن تاج البلبيسي(٧٨٠ه/١٣٧٨م)
واشتغل بتجارة العسل
،حتى عُرِف ب"النحّال".
_القاضى(محمدالدين
اسماعيل بن محمد بن على بن
موسى الكنانى
البلبيسي)الذى شارك فى الأدب وتوفّى سنة(٨٠٢ه).
_محمد
البلبيسي _وكان فى عهد المماليك_له كتاب
أفاد فى الأدب الشعبى
،اسمه "الطُّرَف والمُلَح".
______________________________________
(الثقافة فى
بلبيس منتصف القرن العشرين وأوائل
القرن الحادى والعشرين)
___________{دراسة قام
بها المؤلّف}__________
-------------------------
نظراً للموقع الذى
تميّزت به بلبيس،ونظراً للتراكمات التاريخية، خرجت أجيالٌ توارثت حالات
الوعى التاريخى
والثقافى،لكنها_فى الغالب_كانت
ثقافة غيرَ مُدوّنة ،إذ
كانت هذه الثقافة شفهية
تتناثر بين حينٍ وآخر
فى حكاياتٍ مرويّة ، وفى بعض المناسبات فى البيوت أو المقاهى،أو ينقلها
الأدباء للأدباء،أو
الأصدقاء للأصدقاء،ولم تُثمر عن
كتاباتٍ نستند إليها أو
نقف عندها لنؤرّخ من خلالها.
لكن بدأت ثُلُّةٌ من
الأدباء تدوّن نتاجها الأدبى والشعرى فى كُتُب ،فتركوا تراثاً أدبياً وشعرياً
متميّزاً
..إذ استطاعوا
فىىقصصهم وأشعارهم ومسرحياتهم
أن يُعبّروا عن الواقع
بوعىٍ وصدق،فكانت تجاربهم
ترجمة حقيقية للحِقَب
التاريخية التى مرّت علينا
بما فيها من مآسٍ
وأحداثٍ وتغيُّرات اجتماعية.
_لم يقفوا
عند ذلك فحسب ، بل قاوموا فى كتاباتهم
كُلَّ مُتجبّرٍ طاغٍ،
وكل نظام فاسد، وكل مايناهض
الدين والعقيدة ،وكل
محاولة لتشويه هويّتنا.
_كان هذا
الجيل من الأدباء والشعراء ،جيلاً واعياً
عبقرياً جريئاً فى
مواجهاته وإحساسه بالمجتمع والواقع ومتغيّراته، والصمود أمام كل التحدّيات.
_هذا الجيل
من الأدباء والشعراء _والذى ينتمى لنهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد
والعشرين_كتب ماكتب وهو يعانى فى أغلب أوقاته
من التشرُّد والإهمال
واللامبالاة...إذ من المُفترَض أنّ
تلك المدينة الحافلة
بالمثقّفين والأدباء والموهوبين
تمتلك قصر ثقافة ، وهو
حق من حقوقها المشروعة
لكنه منذ هُدمَ فى عام
٢٠٠٣م تقريباً،نظراً لقدَمه وتهالكه،ثم صرف ميزانية كبرى لإنشائه،وبُنى القصر بعد
ذلك مخالفاً للمواصفات،فتعطّل لسنوات أخرى
عديدة..فى تلك السنوات
تلاشت الفِرق المسرحية
وأنشطة أخرى، ولم يجد
الأدباء مأوى لهم لولا أن
جمعية النائب(محمود
خميس)_نائب مجلس الشعب
رحّبت بهم وأعطاهم حجرة
كبيرة فى المبنى
يمارسون فيها نشاطهم
الأدلة بكل حرّيّة،بل الأكثر
من ذلك،سمحت لهم أثناء
الصيف بتجمّعهم فى حديقته المطلّة على البحر،ليمارسوا نشاطهم ،فكان
بها أكبر تجمُّع
للأدباء والمثقفين والمواهب، وقد
استطاع الشاعر(محمد
سمير عشرى) أن يُكثّف جهوده حتى كان هذا الملتقى الأدبي لافتاً لانتباه
كل المثقفين والزائرين
للحديقة،فانضمّ إلى هذا
الملتقى كثيرٌ من
الموهوبين فى الشعر والمستمعين
المتذوقين لهذا الفن،
فكان ل"جمعية خميس"الفضل
فى استيعاب هذا النشاط
وتلبية مطالبه{وتلك شهادة
للتاريخ}.
_أنتج
الأدباء فى تلك الحقبة عدة مجلات ودوريات
أدبية،وعدة قصص
ودواوين،بعضها كان صادراً عن
الهيئة العامة لقصور
الثقافة،وبعضها كان على نفقة
الأدباء، وكان إنتاجاً
لابأس به فى ظل تلك الظروف
المأساوية،إذ بعد
ثورة(٢٥يناير٢٠١١م)حدثت بعض الفوضى التى أدّت للانقضاض على حديقة"محمود
خميس"، فهُدّمت
أسوارها وقطعت أشجارها،وأقاموا على أنقاضها محلات ومقاهى،وقد كانت تلك الحديقة
مُتنفّساً لكل أبناء بلبيس،وللأدباء خاصة...
فعاد الأدباء من جديد
إلى مأساتهم القديمة،لامأوى
لهم سوى حجرة فى المقر
المؤقّت لقصر الثقافة
_أعلى موقف
الزقازيق_بجمعية رعاية شباب الجامعات، وسط ضجيج الباعة والسيارات والمحلات
والمارّة،ليُقضَى على كل أمل لهم فى ممارسة نشاطهم أو اللجوء إلى بعض المقاهى،لولا
أن خصّص لهم النائب
محمود خميس غرفة فى مقرّه المعروف، وتلبية كل احتياجاتهم،بل التوسع
فى نشاطهم ليشمل قرى
بلبيس.