بلبيس فى التاريخ)_______
"٣
حامد حبيب
★قصة الشيخ (موسى حمادة)
عربُ الحَمادة..أصلُهم من "بنى
طىّ"..والحمادة_
تعنى" الساحة
المُتّسعة الكرم" ..وكان بنى طىّ معروفين بالكرم،وكان الشيخ( موسى حمادة )
أحد الولاة العباسيين
فى الكوفة فعزلوه،فجاء إلى هذا المكان،وأصبح له ذُرّيّة تُسمَّى عرب الحمادة...
فجمع الشيخ حمادة
أعوانه _أثناء الحملة الفرنسية_
وقام بعمل تبَّة عالية
من الرمل تحصّن فيها هو وعرب الحمادة ،وكانوا يقومون بغَلى الماء والزيت
ويسكبونه على الجنود
الفرنسيين لحرقهم ،فأبادوا
الكتيبة الفرنسية
بقائدها(رينيه)فى سبتمبر ١٧٩٩م.
ونسبة إلى الكتيبة
الفرنسية سِمّيَت قرية"الكتيبة"
بهذا الإسم..وكان
امتداد عرب الحمادة فى الكتيبة وكان همزة الوصل بينهم وبين الثوّار رجُل اسمه
(أحمد القرّاد) من بلدة
تُسمّى "زنينة"من الجيزة،
وكان من صغار علماء
الأزهر، فأعطوه قرداً وألبسوه
ثياباً للقرد تُوضَع
بها الرسائل لتوزيعها على الثوّار
فى البلاد.
_______★قصّة الشيخ (سليمان الجوسقى)
الأعمى الذى صفع نابليون على وجهه
وحقائق جديدة عن ثورة القاهرة الأولى
"""""""""""""
"""""""""
هو: سليمان بن عبد
الرحمن،المُنتهى نسبه إلى إبراهيم بن عبدالله الصالح الملقّب ب(الجَوسق).
وكان عبدالله الصالح
هذا ،وجهاً من وجوه بنى الحسن بن على بن أبى طالب..وكان والده عبد الرحمن ،أميراً
من أُمراء الحجاز،فعزله العثمانيون
فى بداية القرن الثانى
عشر الهجرى،فأتى إلى مصر
وكان معه مالاً
كثيراً،فاشترى أرض الحوف الشرقى
التى
تُسمّى"الجوسق"الآن،والتى تبعد عن بلبيس بنحو ثلاثة كيلو مترات.وقد
سمّاها"الجوسق"تيمُّناً
باسم جدّه عبد الله
الصالح المُلقّب ب(الجوسق)...
وهى كلمة فارسية
معرَّبة،أصلها:الكوسجوكانت
أملاك الشيخ( سليمان
الجوسقى) وأخيه (خضر)
تُقَدَّر بالمال
الكثير،حتى إنّ سليمان الجوسقى،كان
يُقرِض (مراد بك)والى
مصر أموالاً كثيرة،وهو الذى
أنشأ "رواق
العميان" وينفق عليها من مصنع اسمه
"البَطط"
الذى كان يُطحَن فيه الغلال عن طريق
العميان بآلة تُسمّى
"الرحايا"فكان ينفق منه لتعليم العميان بالأزهر.
_ذكر (على مبارك
باشا)_فى الخطط التوفيقية_ج٩
"بأنَّ الجوسق
عليها العمدة الإمام العلّامة سليمان
الجوسقى بن عبد الرحمن،
وبها مسجد ومنزل آل الجَوسَق".
_وكان الشيخ سليمان
الجوسقى أحد قادة ثورة القاهرة الأولى..ولقد أمر( نابليون بونابرت )رئيس
حرسه(بارتيملّى)من
صقليّة،أن يقبض على مجلس قيادة ثورة القاهرة الأولى، فقبض عليهم إلاّ واحد
هو:الشيخ سليمان
الجوسقى،فلما سأله نابليون عنه
قال رئيس الحرس:إنه
ضرير،فقال نابليون:إنه يجوب الأقاليم خطيباً للثورة ضد الفرنسيين ،فذهب
إليه نابليون وحاول أن
يرشيه ويُعيٌنه سلطاناً على مصر لتستقل عن الآستانة، إلا أن الشيخ الجوسقى
رفض متمسكاً بالخلافة
العثمانية وطرد نابليون،
فهدّده نابليون
بالإعدام،فقال الشيخ لنابليون:"إن ّ
الشاةَ لايضيرها سلخها
بعد ذبحها ،وصفعه على وجهه ،فاغتاظ نابليون وأعدمه مع رفاقه على خوازيق من نحاس
خلف سور القلعة عصر يوم
الثلاثاء ١٠رمضان ١٢١٤ه الموافق ٦نوفمبر
١٧٩٩م،
فقامت الثورة الثانية
استكمالاً للأولى بصغار العلماء
وكان فيهم(سليمان
الحلبى)الذى قتل كليبر انتقاماً
لشيخه وصهره الشيخ
(سليمان الجوسقى).
أما عن صلة(سليمان
الحلبى)بالشيخ سليمان الجوسقى،فهى إن سليمان الحلبى اسمه:سليمان
بن ابراهيم الجوسقانى ،
من حلب بسوريا،من بلدة
تُسمّى
"جوسقانة" ، وكان أبوه قد أرسله للشيخ سليمان الجوسقى؛ ليرعاه فى تعليمه
بالأزهر ، فكان
مقيماً فى بيت الشيخ
وتزوّج ابنته.
_وكان الذى دفع الشيخ
سليمان الجوسقى لقيادة
الثورة الأولى،خُطبة له
فى الأزهر..إذ كان يلقى
درس علم فى رواقه،فقال
له الناس: إنّ الفرنسيين
دخلوا القاهرة، وكان
يُفسّر قولَه تعالى:((وأعَدُّوا لهم
مااستطعتُم من قوَّةٍ
ومِن رباطِ الخَيلِ...))فثار جموع
الطلبة والعلماء في
الأزهر ، وقالوا :لايقودنا فى هذه
الثورة إلاّ الشيخ،إلاّ
أنّه ردَّ عليهم قائلاً:" وَيحَكُم ياقوم..أعمى يقودُ شعباً
مُبصراً؟"..فأصرّ جمهور
العلماء أن يقود هو
الثورة لمكانته بين العلماء والطلاب، فاستجاب لهم وانخرط فى أتون الثورة،
وقاد ثورة العميان هو
ورفاقه.
_وكانت الثورة مكوّنة
من أحد عشر ثائراً من بين
كبار العلماء وصغارهم
وأحد المسيحيين هو(داود
الصايغ)،وهو من بلبيس ،
وكان كبيراً للتجار المسيحيين بالقاهرة.
_وقد رفض (نابليون)_بعد
أن أعدمه_تسليم جثته
لأسرته،فقامت أسرته
بسرقة الجثة ودفنها فى بلبيس ، وقد تمّ التستّر على هذا الأمر لخلافٍ قام
بعد ذلك مع أسرة (محمد
على)، لأن(خضر بن عبد الرحمن الجوسقى)الذى كان شيخاً لرواق العميان
الذى أنشأه
أخوه(سليمان)، كان من الذين عارضوا
تعيين(محمد على)والياً
على مصر، وحدث بعد ذلك
خلافٌ فى عهد الخديوى
اسماعيل، بأنّ (خميس زغلول )ابن أخى خضر وسليمان، كان عمدة
"الجوسق"
ورفض إعطاء الخديوى اسماعيل عُمّالَ
سُخرة فى حفر قناة
السويس وترعة الإسماعيلية
فاستولى الخديوى
اسماعيل على الجوسق وآلت
ملكيتها بعد ذلك إلى
أسرة الخديوى اسماعيل.
_وجديرٌ بالذكر أن
المكان الذى اتّخذه الإصلاح الزراعى كمكاتب ومخازن فى الجوسق،يرجع بناؤه
إلى عهد الخديوى
اسماعيل زمن حفر قناة السويس
..ويوجد
بالجوسق_أيضاً_قصر "عين الحياة"وهى
أخت الخديوى اسماعيل،
وتم هدمه فى أواخر عام
١٩٩٨م، وأُقيمَ بدلاً
منه مدرسة ابتدائية على إثر
زلزال عام ١٩٩٦م...كما
كانت هناك كتيبة مصرية
فى عهد الخديوى اسماعيل
فى الجوسق.
_____________________
حامد حبيب_مصر. ٢٤_٧_٢٠٢١م