التعليم والأمن القومى
ياسر كمال
ينتظر المسئولون عن التعليم فى مصر إجراء امتحان
تجريبي لامتحانات الثانوية العامة سيعقد فى أبريل المقبل بإذن الله . وقد يتم
تحديد القرار بناء على نجاح أو فشل هذه التجربة .
وهى وجهة نظر قد تبدو مقبولة نظريا وسيقال
نننتظر ونرى ، و لكن لدى هاجس وقلق شديد متعلق بشفافية النتائج المترتبة على هذه
التجربة وأخشى أن يتم نشر نتائج غير دقيقة عن نجاح المنظومة دون مراعاة لحساسية
هذه الشهادة وأهميتها القصوى .
إن التعليم بشكل عام وفى القلب منه شهادة
الثانوية العامة مسألة أمن قومى لا تقبل القسمة على اثنين والاستهانة بمثل هكذا
أمر يمكن أن يؤدى إلى ما لا تحمد عقباه .
أكرر اقتراحى وأتمنى أن نضغط جميعا فى تمرير هذا
العام ورقيا وعدم تضييع الوقت حتى نعطى فرصة للكنترولات الملغاة أصلا لعمل
الاستعدادات اللازمة .
ولقد تحدثنا كثيرا عن أهمية التكنولوجيا فى
التعليم شريطة أن تكون عاملا مساعدا للمعلم والطالب لا أن يستغنى بها عن العنصر
البشري الفعال .
فمنذ ثلاث سنوات والطلاب فى مختلف مراحل التعليم
فى دوخة وحيرة شديدة أشبه بمن دار حول نفسه لساعات ثم توقف فجأة ، ولا أحد يشعر
بهم ولا أحد يهتم بشكواهم ، وبصفتى عاملا فى الحقل التربوي والتعليمي أجزم بأن
غالبية منهم لم تتحصل على الحد الأدنى من المقررات والأنشطة اللازمة لانتقالهم إلى
مستوى أعلى ، وكل برامج التعليم عن بعد المختلفة لم تستطع أن تملأ المكان الذي كان
يشغله المعلم ، الامر يا سادة يا كرام لا يتعلق بالمادة العلمية وحدها وإنما
التفاعل بين المعلم وتلاميذه ما يسمى فى علم النفس ب ( التآزر السمعى البصرى )
وطريقة النقاش ، والتربية والاحساس بالمكان والزمان داخل البيئة المدرسية .... إلخ
.
شكل التعليم الحالى بدون المعلم مثل ما قام به
أحد الأساتذة بتسجيل محاضرته على أحد المسجلات ثم تركه لطلابه وغادر القاعة ، فما
كان منهم فى المرة الثانية إلا أن وضعوا له أجهزة تسجيل على مقاعدهم وغادروا
القاعة وانتهى الأمر .
الفضلاء و الفضليات من أولياء الأمور والمعلمين
والطلاب الذين يطالبون بإلغاء الدراسة ووقف الامتحانات والاعتماد على غيرها
كالأبحاث مثلا يساهمون وبقوة فى تدمير هذا الجيل وتخريج جيل يحمل شهادة دون أدنى
قدر من العلم ؛ طبيب لم يفقه فى الطب شيئا ، ومهندس فاشل ومعلم فاقد لما يريد أن
يعلمه ...؟ إلخ وتلك صورة مأساوية للمستقبل .
أدعو زملائى الأعزاء إلى العودة إلى العمل
والشرح داخل الفصول وتناسى مقولة أن الوزير أمر بعدم الشرح والإجابة عن الأسئلة
فقط هذا لم يحدث والحق يقال فلم أر منشورا بهكذا أمر ولو حدث فسأتجاهله تماما
باعتبار أن من يجلس أمامى هو أحد أبنائى فكيف له أن يتعلم بمفرده ؟؟
كل الحديث عن الوزير والكورونا ومشاكل التابلت
حاليا لا يعفينا - نحن المعلمين _ أمام الله وأمام الناس أن نقوم بواجبنا وأن نعمل
ما يجب عمله
وما يجب عمله يعلمه القاصى والدانى .
والله الموفق والمستعان ،،،،،،
ياسر كمال صديق