استراحة الوزير.. منفى صعيدي لأول رئيس للجمهورية
استراحة الوزير.. منفى صعيدي لأول رئيس للجمهورية
سامح أيوب . الفيوم
في عام 1956، وقع اختيار مجلس قيادة الثورة
وقتها على "الاستراحة الكبرى بنجع حمادي"، لتكون منفي للرئيس الراحل
محمد نجيب، بعد عزله من منصبه ووضعه قيد الإقامة الجبرية.
والاستراحة الكبرى في قنا مملوكة لوزارة الري،
وتتكون من طابقين، الأول يضم حديقة وساحة واسعة ومطبخ ومكتب وغرفة، والثاني يضم 5
غرف مخصصة للنوم، والتي يطلق عليها أهالي منطقة الخزان التابعة لمركز أبوتشت
حاليًا "فيلا نجيب".
فيلا نجيب، تقع في مكان مميز على ضفاف نهر النيل
بقناطر نجع حمادي بمنطقة الخزان التابعة لمركز أبوتشت شمالي محافظة قنا، أصبحت بعد
ذلك استراحة لوزير الري وكبار الزوار، لكن لم يزرها مسؤولون كثر إلا قليلا، حتى
أصبحت الفيلا مسكنا للأشباح، بالرغم من التجديد المستمر لها من قبل وزارة الري.
واللواء محمد نجيب، هو أول رئيس رسمي لمصر بعد إلغاء الملكية في 1953، وإعلان الجمهورية، لكنه لم يستمر في حكمه لمصر كثيرا، ففي فترة العدوان الثلاثي على مصر صدر قرار بعزله من منصبه ووضعه قيد الإقامة الجبرية.
استمرت اعتقاله لسنوات تنقل فيها ما بين الإقامة
الجبرية في حي المرج وبين مدينة نجع حمادي في قنا، ثم إلى مدينة طما بسوهاج،
والعودة مجددا إلى المرج إلى أن أطلق سراحه السادات سنة 1971.
يروي محمد نجيب في مذكراته أنه بعد انتقل إلى
مدينة نجع حمادي، بعد تحديد إقامته الجبرية في فيلا زينب الوكيل بالمرج، ووصل نجيب
إلى نجع حمادي، بعد 48 ساعة من السفر، أصيب فيها بحالة من الصداع والإرهاق لعدم
قدرته على النوم حتى وصل إلى قناطر نجع حمادي ليستقر هناك، ولكنه كان وقتها مضربا
عن الطعام لمدة استمرت 44 ساعة، بسبب ما أسماه بسوء المعاملة.
أقام محمد نجبب، في الدور العلوي من الاستراحة، وكانت
هناك حراسة مشددة، حيث كان الجنود يطمئنون عليه في كل نصف ساعة، خشية الهرب، وقتها
سمع نجيب أخبارا سيئة كانت تتمثل في ضياع قطاع غزة وسيناء.
وبعد مضي يومين على إقامته في قناطر نجع حمادي،
نشبت بينه وبين ضابط من البوليس الحربي مشادات كلامية، انتهت بدفع يد الضابط في
صدر محمد نجيب، خاصة بعدما أخبره الضابط أنه سيتم نقله إلى مكان وصفه في مذكراته
بالبشع.
وبعد أيام أمضاها في معتقله الجديد بنجع حمادي،
حضر حسين عرفة، ضابط البوليس الحربي، قائد المباحث البوليسية الجنائية، يعتذر له
عما فعله الضابطين ويبلغه أنه سينقل إلى جهة أخرى، وتم نقله إلى طما، ومكث هناك
قرابة شهرين، ثم عاد مرة أخرى إلى المرج، حتى أمر الرئيس محمد أنور السادات بإطلاق
سراحه في 1971، ثم توفي محمد نجيب في 28 أغسطس 1984 توفي محمد نجيب، بعد دخوله في
غيبوبة في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، إثر مضاعفات تليف الكبد.