وداعا أيٌّها المناضل الفلسطيني الصديق الأستاذ غانم الغول
العقيد بن دحو
وكأن بعدك عنا , ونحن من ألفناك وعشرناك سنينا طوال , لتزداد بعد البعد , كنت أشعر بأن اليوم ليس كباقي الأيام , والزمن عموما ليس كباقي الزمن , المكان ليس كباقي المكان , والحدث ليس كباقي الحدث , وجميع الوحدات الأرسطية المأسوية لم تكن كباقي الوحدات الكلاسيكية. وحدها أيها الرفيق الصديق المناضل الفلسطيني غانم الغول صورتك تملأ الفضاء الأزرق , كانت حديثا بألف صوت.
لم أفهم بالبدء الذي جرى , لكن لما تأكد لي بأن الأمر جدي هذه المرة لا محالة , وأنت لطالما كنت في مرمى رمية بندقية العدو , كونك لم تستكن ولم تهن.
و أنت معنا روحا وجسدا بولاية أدرار مبشرا ونديرا بقضيتك الأم فلسطين , كانت سيارتك أيها الراحل الى الرفيق الأعلى , لم تكن ملكك , ليس لك منها إلا الأوراق الثبوتية , أما الباقي سخرتها للقضية , كانت سيارة اسعاف , ويارة طاكسي لساكنة اجمعين.
من اليوم يا غانم الغول , ونحسبك شهيدا عند الله لا يبكبك , بعد ان كسبت فلوب الناس اجمعين الفلسطينيين والجزائريين معا , وانت أستاذا معنا ابان الثمانينات , من لا يبكي عليك العبرات , وانت من ابكبتنا فراقا مرا.
كم كنا ننتظرك تعود الينا الى أدرار الجزائر لنكرمك , لنتوجك نظير مجهوداتك النضالية , لكن الله اكرمك عنا اجمعين بالشهادة , فلسطين حرا , كان خير سفيرا للقضية الفلسطينية المحلية.
نم هنيئا أيها الشهيد ومن هم امثالكم لا يموتون , وانما عورج بهم الى مقام الشهداء الصدقين وحسن أولئك رفيقا.
هنيئا لك كنت جميلا وشهما وبطلا وفارسا ونشامة و أنت حيّا و أنت ميتا , ولا نامت أعين الجبناء , المستعمرين , المستدمرين , الذين لا محالة ستخرجهم مآثركم عاجلا أم آجلا.
هنيئا لكم لقد اتممتم الرسالتين معا , رسالة التعليم , ورسالة الشهيد , واكملت العقد الفردوسي , وها أنت اليوم تٌزف الى حيث يعرف الناس الطيبين الأعزاء , الذين لم يبيعوا ولم يشتروا بالقضية , بل ضحيتم بالنفس والنفيس.
ارجو من منظمة التحرير الفلسطينية بالداخل و الخارج الجزائري , أن يكرموا الرجل وينزلوه منزلة التكريم , بعد أن كرمه الله بالشههادة.
اليوم با أشتاذنا لا كلمة , ولا عبارة , ولا فقرة , ولا مقالة , ولا صورة , إلا كلمتكم إلا مقالتكم إلا صوركم التي تملأ كل الفضاءات وبكل الألوان.
رحمة الله عليك يا أستاذ غانم الغول , وانتم السابقين ونحن اللاحقين , وعلى امثالكم الناس الأحرار ة الحرائر لا يحزنون , بل يطلقون الأعيرة النارية بالهواء , وتذوي عاريد الحرائر في ناد وواد , وكما هي بفلسطين هي ايضا بالجزائر.
هنيئا لعائلة الغول بشهادة والدهم البار العزيز , أن والدهم تفتخر به دولتين عربيتين الجزائر و فلسطين.
هنيئا لكم بالشفاعة , وبهذه الشهادة السماوية , بعد أن شهدوا له أهل الأرض بالصلاح والفلاح وبالجهاد وحبه لوطنه فلسطين.
رحمة الله عليك أستاذ غانم الغول