وزارة منتدبة للجنوب هو الحل
وزارة منتدبة للجنوب هو الحل
العقيد بن دحو
نحن نعلم مسبقا أن : " الشرق شرق والغرب
غرب و لن يلتقيا أبدا " . أو هكذا قال ( روجو). كما لن ولم نكونوا مجانين
ونطلب المحال أن طلب ساكنة الجنوب أن يكونوا كما هو عند أهالينا بالشمال لأسباب
جغرافية و ايكولوجية.
كما نعلم مقولة العلامة الإجتماعي بن خلدون :
الحضارة شيّذت على شواطئ البحار.
لكن بالمقابل علمتنا ا شتى الحضارات العالمية
وكذا المحلية , يمكن ايجاد البديل من هذه الحضارات , بل ابداعها وصناعتها و
تعويضها , وكما يمكن تعويض الباخرة بالقطار , يمكن ايضا تعويض أشساء أخرى , مادام
الإنسان في الزمان كل الومان , وفي المكان كل مكان هو الإنسان. الإنسان محور
العملية التنمية الإنمائية سواء كان في الشمال أو بالجنوب , وسواء كان بالشرق والغرب.
ونظرا لكل المخططات والمشاريع التي عرفها الجنوب
بصغة عامة , سواء بعد تقسيمه الى زاحات وساورة أو بعد تقسيمه الى جنوب كبير وجنوب
صغير , تغيّرت الأسماء و الألقاب وظل ( الجنوب) هو ( الجنوب) الثابث و المقدس في
مسمط وثيوغونيا وفي فهرس التقسيمات المناطق على حسب الجغرافيا او التاريخ !.
تغيّرت المخططات و الأساليب وكذا تداول على
الجنوب عدة مشاريع تنموية ( ثقافية - سياسية - اجتماعية - اقتصادية) وظلت (دار
لقمان) على حالها. هي نفس الأسباب تؤدي الى نفس النتائج. هي نفس مطالب الساكنة , و
كأنها حالات ( سيزيفية) كلما ضخّت الدولة العديد من الموازنات والموازنات المكملة
طلبت الأرض والجغرافيا والبشر المزيد !.
فلا الأموال التي صٌبت وصلت الى مستحقيها , ليس
بشكلها المباشر الى الساكنة , والى المشاريع الخفيفة والثقيلة والى البنيات
التحتية و الفوقية.
اذن كل هذه المكونات و المؤشرات , تشير الى أن
الجنوب بصفة عامة في حاجة الى مشروع وطني أو نصف وطني له : ( مدخلاته) , (
متفاعلاته) , ( مخرجاته) , وأثره الرجعي/أو تغذيته الراجعة ( الثقافية -
الإقتصادية - الإجتماعية). ولن يتسنى للدولة الجزائرية ذلك بضخ المزيد من القدرات
المالية و المادية والمكمل والمعدل لها , وانما في هيكلة تنظيمية فكرية ثقاقية
حضارية تكمن في مسمى واضح , بناء , هادف وشجاع : " وزارة منتدبة للجنوب).
هذه الوزارة أو الحقيبة الوزارية خاصة تعنى
بالشأن الخاص للجنوب , وتعمل على التنسيق بين كافة دواليب الدولة والحكومة الأخرى
ولا سيما المركزية منها.
ان هذا ( الجنوب) الذي دفع التضحيات الجسام ,
وكان حقل ومجال حيوي وحق تاريخي للمستهمر عاث فيه فسادا بالببئة و الإنسان
والتاريخ.
من حقه اليوم وحتى نظهر للعالم أن هذه المنطقة
التي مستها الإشعاعات النووية عزيزة على الدولة الجزائرية , ومن حقها أرضا
وجغرافية وبشرا أن ترقى الى مصاف وزارة منتدبة.
كيف لهطا ( الجنوب) الطي أسمع صوته عالميا ولمن
به صمم , ليس بالمواد الهيدروكربونية , وانما بالإبداع البشري وما يحضى به الجنوب
من كفاءات جنوبية وكوادر خلاقة , قادرة على خلق مبدأ ( الحوار) بين الغرب , وبين
سائر اقطاب المعمورة عالميا وعولميا أو كوكبيا.
أن الجزائر دولة وشعبا تستحق هذه المنطقة حتى ان
كانت صحراء , لكن لم تعد الصحراء على الأرض او الجغرافيا انما بالرأس , فهي
كاليفورنيا مؤجلة , والجنوب الجزائري هو جنوب أي دولة متقدمة متحضرة مؤجلة.
كم هو اليوم الجبوي في حاجة الى مشروع تنفيذي
يهز الخلق من ديباجة هذه الستاتيكية , التي قسمت ظهر البعير ليس بالجنوب وانما
بالجهات الأربع من الوطن.
لا توجد مشكلة دون حل , ومشاكل الجنوب لا يكمن
حلها في خلق وجعل حقيبة وزارية للجنوب , وانما ان لم تكن هي الحل فهي نصف الحل.
بإمكان اذا اخضعناها الى مكزن وطني أكيد له مدخلات دقيقة صحيحة , سوف نحصل على
مخرجات أكيدة وصحيحة أو عن طريق تغذية راجعة بإمكان تصحيح ما يمكن تصحيحه أو تأكيد
معلومة معينة.
أن الجنوب ساكنة وسكانا وسكنا لا يطلب المحال ,
ولكن تحسيسه بأنه دزء من الكل , وليس ( خابية) أو ( مطمورة) أو ( شكارة ) لأحد
ليستودع فلوسه أو لتبييض أمواله , حتى اذا مرت العاصفة عاد ( الإسكوار) البري يضرب
الأخضر واليابسة.
قطع الطريق على ( البارونات) وعلى اصحاب (
الكارتل) العديد المتعدد , وملوك البراري في التنظيم الإداري المقنن والمبرر
للجنوب , حينها تجف ( البرك) وطبيعيا الطبيعة تدافع على نفسها.
حينها فقط يعاد ( للصحراء) كعناها الحقيقي
الحضاري الذي يليق بها , حينها فقط نشهد هجرة مضادة من الشمال الى الجنوب.
وحينها يتسنى لأهالي الجنوب معادلا تقييما
تقويميا لأي منطقة بالعالم.
حقا يطلب الجنوب من دولته لا صدقة , وليس خزانا
لأحد ينطبق عليه قول الشاعر : كالعيس في البيداء يقتلها الظما *** والماء فوق
ظهورها محمول فيقاموس معاجم اللغة