خطوة اليسار وخطوة اليمين
العقيد بن دحو
ان علم هذا الجيل السيبريالي ألعولمي - حتى قبل
أن يكون عالميا - أشياء قد تغسي عنه أشياء وبو من باب من باب الفضول.
من اليوم من غير جيل السبعينات وحتى مطلع
الثمانينات , وهو يتابع بشغف , تلك الخطى الرتيبة و التي تبدأ مسيرها بالقدم
اليسرى , و كأنها ترنيمات وترديدات سيمفونية تخرج من معبد ديني . والناس ولا سيما
الشباب تتنافس وتسترق الرؤى والنظر , كيف يقوم هذا الجندي ( العسكري) وهو يؤدي
واجب الخدمة الوطنية , ليرمي خطوته الأولى مبتدئها بالقدم البسرى.
كانت الشباب تعرف كبف تفرق بين المدني والعسكري
من خلال خطاه , حتى ان لم يلبس البزة العسكرية.
كانت هذه مجرد خطوات سواء كانت يسارية أو يمينية
مادام المسير واحد.
تبدو للبعض لا جدوى من اثارتها اليوم كقضبة او
كفكرة قابلة للنقاش.
علينا أن نقر أولا جميع مظاهر التمدن اليوم ولا
سيما الأجهزة الذكية منها كانت عسكرية بالبدء , قبل أن تتنازل عنها الحياة
العسكرية للحياة المدنية للضرورة الإنمائية النهضوية الحضارية , بشقيها المادي
والمعنوي.
ليست فقط الأجهزة أو الوسائل أو المعدات التي
كانت محسوبة حسب مبدأ ( منطق ابليس) و أذ صارت بين منطق خير وحب وسلام للبشرية
جمعاء.
ايضا بعض القيم التي صار يمتاز بها المدني اليوم
كانت حصريا ووقفا على العسكري , لكن في لحظة معينة يتأكد لهذا الأخير ى بد أن
ينتقل بعض من الحياة العسكرية الى المدنية لحاجة في نفس ازدهار الحياة المدنية ,
عندما يشعر العسكري أن المدني لا يمكنه أن يتقدم خطوة للأمام اذا لم يسهم في مد
هذه الخطوة نحو خطوات المدني اليمينية حركة فيزيولوجية وسياسية ايضا.
بالعالم , بل ومنذ الحياة الأولى سذاجة البداية
عند الأغارقة كان يتم هذا التبادل بين ما هو غسكري الى ما هو مدني , لكن لأن هذه
العملية تتم بسلاسة فالعديد لا يشعر بهذا التحول وبهذا النقل.
أريد أن أقول في مجرى التاريخ لا يمكن استغناء
المدني عن العسكري ولا العسكري عن المدني في جميع مظاهر الحياة. و أن شباب
السبعينيات الذين كانوا يراقبون عن كثب كيف يبدأ العسكري خطوته
الأولى انطلاقا من
قدمه اليسرى , اظنها ى تزال اليوم تلك مظتهر الإعجاب قائمة , حتى ان مس المقتلها
ما مسها من اكراهات , واخلطت السياسة جميع الخطى , ولم يعد أحدا يعير للأيسر ولا
للأيمن انتباه , مادامت جميع الخطى صارت دائية تعود دائما الى نفس المنبع صعدا نحو
الأسفل.
بل القليل من يعير انتباه الى القدم , فمابالك
اسطورة قديمة نائمة في كعب كل مدني وفي كعب كل عسكري , (مفتل كعب أخيل ) مقتله
الوحيد , وسر حياته.
على المدني اليوم محليا وعالميا أن معظم أغلب
أسباب ازدهار حياته اليوم يعود الفضل فيها الى العسكري , واليد الخفية التي تحاول
أن تفرق بين ما هو عسكري وبين ما هو مدني , هي يد لئيمة مبيتة تحاول أن تجد سر
وسحر أسباب المقتلين معا , كعب ( أخيل) المدني وكعب (أخيل) العسكري , حتى يصفو لهم
وجه العدو الخارجي المتربص بالأخوين معا.
مسافة الميل تبدو بخطوة , والخطوة هي المسافة
بين موضع وموطأ القدمين/1pas
= distance entre deux soumets
كميا وتجريبيا و تجيريديا.
اعجابنا يوما بكل ما هو عسكري , وشباب الخدمة
الوطنية وهو متوجون بتلك البزات ةالقبعات الموحدة , و كأنهم عائدون من وغى معلوم.
اتذكر من خلالها أم أغريقية توصي ابنها المحارب
: " عد بدرعك أو محمولا عليه " .
بمعى : اياك أن تعود من الحرب إلا منتصرا أو
شهيدا محولا على درعك.
الدرع والسلاح عند الأغارقة مقدس لا يمكن ان
يؤسر حامله أو يغتنم سلاجه.
انه السلاح الأسطوري الحارق الخارق : درع وسهاد
هرقل المجنحة/اسطورة فيلوكتيتيس اليونانية/صوفوكليس