بأي حال صار للمدراء نقابة
بأي حال صار للمدراء نقابة
العقيد بن دحو
والله لست أدري أفرح مع الزملاء أو أحزن معهم ,
وهم أخيرا يتوجون مسيرة أجيالهم المتعاقبة و المتتابعة على قطاع التربية بنقابة ,
اصطلاحا تعنى بالشأن العام للعامل بقطاع التربية.
الى هنا تكون الفكرة طبيعية وفي محلها , أملتها
عدة تحديات تجابه القطاع بصفة عامة و الجماعات التربية بصفة خاصة محلية منها
ووطنية وعالمية وعولمية.
ولكن غير المستضاغة - حتى لا أقول من غسر
الطبيعي - أن يكون لسلك الإداؤة التربوية بمختلف أطوارها الثلاث التعلمية
التعليمية ( الإبتدائي - المتوسط - الثانوي ) !.
لا أعرف ما ذا أقول للزملاء ( المدراء) أأٌبارك
لهم أو أكتفي بالصمت حلية وحيلة السامتين !.
و أنا أعرف حتى منتصف التسعينيات كان ( المدير)
على مختلف اطواره الإدارية التربوي البيداغوجي المالي والمادي , ولا سيما اذا كان
يتميز بصفة ( الآمر بالصرف) كما هو بالطورين التعليمين المتوسط والثانوي اطار
دولة. بل يمثل الدولة داخل مؤسسته التربوية , وبالتالي هو فوق كل الإنتماءات
الحزبية و النقابية وغيرها , شغله الشاغل خدمة التربية و تحسين النتائج التربوية ,
وقيادة المجموعة/الجماعة التربوية (778) : ( تلاميذ - مربين - ادارة - أولياء) الى
المخطط العام الذي تنتهجه الوزارة او الدولة من خلال المناهج والبرامج و الأهداف و
الكفاءات المسطرة السنوية . بل من خلال الخريطتين المدرسية والتربوية الإدارية ,
ومختلف السٌنن و المساطر والتشريعات والقوانين , ومختلف التعلمات والتعليمات التي
تسطرها الوزارة للقطاع.
و لأن الوقت صار غير الوقت , والظرف صار غير
الظرف , وصول ( المدراء) الى هيكلة ( نقابة) تكون المؤسسة التربوية الواحدة , سواء
كانت ابتدائية أو متوسطة أو ثانوية أكملت حلقاتها النقابية , وأصبح من ابسط عامل
من البواب الى المدير مناضل ومنخرطا نقابيا.
قد نتفهم الحالة التي آل اليها القطاع من ظروف
حياتية مالية مادية التي يعيشها الموظف اجمالا , وقد نتفهم أن المدير صار يحمل هذه
الصفة على درجة أو رتبة أستاذ رئيسي أو أستاذ مسؤول مادة
و قد نتفهم : ما المدير إلا أستاذا ناجحا.
لكن مجمل التعريفات : هو ( المدير) , هو ( رئيس
المؤسسة) , ( القائد) , ( المناجير) , وهو ( الآمر بالصرف) تشير الى أن السيد
المدير لم يعد كذلك , ووزارة الداخلية و الجماعات المحلية تمنح له اعتماد نقابة
تدافع عن الشأن العام للمدير , فمن يدافع على البقية المتبقية , وباقي العمال
كانوا يرون فيه هو رئيس الدولة , وهو وزير التربية , وهو مدير التربية وهو القائد
الأعلى داخل مؤسسته.
لا أريد أن أقول أشياء أخرى أن الجميع اليوم
تخلى عن المدير و كان البارحة كادرا واطارا من أطر الدولة حتى ان كان الراتب لا
يكفيه , غير أن كان يكفيه شرف الإنتماء للجماعة التربوية بالسلم الأعلى.
لا أدري أيها الزملاء أنفرح معكم أو نحزن على
ماض جميل كان قيه ( المدير) اسما على مسمى فوق الجميع محفوظ ومهاب الجانب , وله
حصانته الإجتماعية التي لا تشق له غبار.
أما الآن وصار الجميع تحت الألأمر الواقع نتساءل
: هل يخرج المدير في حركة احتجاجية , وهل يلجأ المدير في ظرف ما الى حق
الإضراب......؟
أشياء و أشياء هي لا تليق بلقب المدير , ما يليق
بالمدير اخلاقيا إلا أن يكون فوق الجميع منزها , أمثولة , نموذجا , المحرك
والدينامو و القلب النابض للمؤسسة حين يتوقف الجميع , وحين ييأس ويصاب الجميع
بالكلل والملل والفشل , تكون ابتسامته مشرقة على الجميع تزدهر المؤسسة و تتقدم رغم
كل شيئ.