علق الدكتور كمال مغيث، الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، علي موضوع استخدام المتطوعين في التدريس وتساءل " أي شر يضمره وزير التعليم لتعليم الفقراء؟؟" وكتب يقول :
– المفروض أن أولادنا في مدارسهم أمانة في رقبة الوزارة .. فلا يدخل إليهم في فصولهم إلا مدرسين أو إداريين نعرفهم ونثق فيهم ويمكننا كأَولياء أمور.. معرفتهم ومتابعتهم.. ومحاسبتهم إذا تجاوزوا أو أخطأوا.. فضلا عن أن للوزارة نفسها حق المتابعة طبقا للقوانين واللوائح.. وآليات الثواب والعقاب المقررة
– والأصل أنه لا يدخل المدرسة إلا العاملين بها أو ولي أمر مستدعي من الإدارة أو يريد أن يطمئن على أولاده
– فكيف يمكن أن تستدعي الوزارة "متطوعين" للتدريس لأولادنا..
- والأسئلة هنا التي تثيرها تلك الدعوة فوق مستوى العقل والخيال..
– متى كان التطوع في مصر فعالا ومنجزا ومعتمدا عليه؟
- كلنا نعرف أن أولياء الأمور يحجموا عن الذهاب لجلسات مجلس الآباء رغم قلتها.. لمجرد أنه عمل تطوعي.. فكيف الحال بالتدريس؟
– ماهي الآليات التي تملكها الوزارة لتضمن الانتظام او التجويد او العقاب على الخطأ وَالتجاوز؟
– متى كان العمل المهني في مصر والمرتبط بمنهج وخطة وطرق تدريس وإنجاز.. ودفاتر تحضير ومكتب ودرجات وتقارير إدارية معتمدا على التطوع؟
– كيف نضمن ألا تقدم الوزارة أولادنا وبناتنا الصغار.. لقمة سائغة.. لمتطرف ديني.. او متحرش.. او مريض نفسي..؟وإذا كان قد اتهم المعلمين المعينين في الوزارة بأنهم مقصرين.. وأنهم لا يستحقون رواتبهم.. هذا على الرغم من أن هؤلاء المعلمون محكومين بقوانين.. ولوائح وقرارات وزارية..وهياكل إدارية.. وجزاءات.. وخطط تدريسية.. وتفتيش مالي وإداري وتوجيه فني
– فما بالنا بشاب متطوع.. جائع يأتي من الشارع ليقف أمام بناتنا وأولادنا.. وفي لحظة يستطيع أن ينط خارج أسوار المدرسة
مدارس أولادنا بين التطوع والمهنية
قديما قال أجدادنا "التشفيط ما يملاش قرب" .. وحديثا قال العظيم طه حسين: "الجهل حريق لا ينفع فيه التقطير".. والتشفيط أو التقطير هنا هو العمل التطوعى .. وهو موجود ومحترم ومقدر بلا شك .. ولكنه قبل كل شئ فضلة الوقت والجهد والمال يقوم به المستغنى الذى حقق بوقته وجهده احتياجاته الأساسية .. فأنا قد اعطى محاضرة هنا وهناك تطوعا ودون مقابل ولكنى طبعا أكون صاحب الكلمة الفصل فى موضوع المحاضرة ومكانها وزمانها، كجزء من الدور الثقافي والوطنى الذى اخترته لنفسي.. وقد نشجع شباب الحى على القيام بحملة نظافة.. وقد يتطوع بعض الأفاضل الأخيار بالتطوع لجمع تبرعات للأطفال المرضى
... ولكن من البديهى أن كل هذا كوم والمهنة والوظيفة كوم تانى خالص.. فما الذى يجبر شابا وفتاة على الاستيقاظ الساعة 7 صباحا ليكون في طابور المدرسة قبل الثامنة والانتظام يوميا على هذا البرنامج.. وما الذى يجبره على تحمل شقاوة وعفرتة تلاميذ يتخذون من أوكا واورتيجا ومحمد رمضان مثلا ..وما الذى يجبره على الإخلاص في عمله والأخذ بتعليمات الإدارة والتوجيه الفنى.. وما الذى يجبره على تقديم دفاتر التحضير ودفاتر المكتب لمن يطلبها من المفتشين,, وما الذى يجبره على الالتزام بخطة سير المنهج الشهرى أو حتى الالتزام بالمقرر الدراسي,, وما الذى يجبره أصلا على الالتزام بالخلق القويم إراء زملائه ورؤساءه..ومن يجبره على الالتوام بالخلق القويم فى اللفظ والسلوك والتصرف حيال تلاميذه الذين يملك إراءهم سلطة مادية وأدبية
البنك الدولي والتعليم
بأي منطق وأي شرف وأي وطنية، يجبرنا البنك الدولي على عدم تعيين مدرسين لأولادنا ومدارسنا، فتلجأ الوزارة لتعاقدات تافهة، أو كوميديا سوداء لسد العجز فى التدريس.. كالتجنيد الإجباري في التدريس.. او تدريس أولياء الأمور، أو التدريس تطوعا.. في تعليم يحصل على المركز قبل الأخير عالميا..
فى نفس الوقت الذي يوافق فيه على بناء قصور الصحراء بالمليارات؟؟
المصدر صفحة د/كمال مغيث على الفيس
– المفروض أن أولادنا في مدارسهم أمانة في رقبة الوزارة .. فلا يدخل إليهم في فصولهم إلا مدرسين أو إداريين نعرفهم ونثق فيهم ويمكننا كأَولياء أمور.. معرفتهم ومتابعتهم.. ومحاسبتهم إذا تجاوزوا أو أخطأوا.. فضلا عن أن للوزارة نفسها حق المتابعة طبقا للقوانين واللوائح.. وآليات الثواب والعقاب المقررة
– والأصل أنه لا يدخل المدرسة إلا العاملين بها أو ولي أمر مستدعي من الإدارة أو يريد أن يطمئن على أولاده
– فكيف يمكن أن تستدعي الوزارة "متطوعين" للتدريس لأولادنا..
- والأسئلة هنا التي تثيرها تلك الدعوة فوق مستوى العقل والخيال..
– متى كان التطوع في مصر فعالا ومنجزا ومعتمدا عليه؟
- كلنا نعرف أن أولياء الأمور يحجموا عن الذهاب لجلسات مجلس الآباء رغم قلتها.. لمجرد أنه عمل تطوعي.. فكيف الحال بالتدريس؟
– ماهي الآليات التي تملكها الوزارة لتضمن الانتظام او التجويد او العقاب على الخطأ وَالتجاوز؟
– متى كان العمل المهني في مصر والمرتبط بمنهج وخطة وطرق تدريس وإنجاز.. ودفاتر تحضير ومكتب ودرجات وتقارير إدارية معتمدا على التطوع؟
– كيف نضمن ألا تقدم الوزارة أولادنا وبناتنا الصغار.. لقمة سائغة.. لمتطرف ديني.. او متحرش.. او مريض نفسي..؟وإذا كان قد اتهم المعلمين المعينين في الوزارة بأنهم مقصرين.. وأنهم لا يستحقون رواتبهم.. هذا على الرغم من أن هؤلاء المعلمون محكومين بقوانين.. ولوائح وقرارات وزارية..وهياكل إدارية.. وجزاءات.. وخطط تدريسية.. وتفتيش مالي وإداري وتوجيه فني
– فما بالنا بشاب متطوع.. جائع يأتي من الشارع ليقف أمام بناتنا وأولادنا.. وفي لحظة يستطيع أن ينط خارج أسوار المدرسة
مدارس أولادنا بين التطوع والمهنية
قديما قال أجدادنا "التشفيط ما يملاش قرب" .. وحديثا قال العظيم طه حسين: "الجهل حريق لا ينفع فيه التقطير".. والتشفيط أو التقطير هنا هو العمل التطوعى .. وهو موجود ومحترم ومقدر بلا شك .. ولكنه قبل كل شئ فضلة الوقت والجهد والمال يقوم به المستغنى الذى حقق بوقته وجهده احتياجاته الأساسية .. فأنا قد اعطى محاضرة هنا وهناك تطوعا ودون مقابل ولكنى طبعا أكون صاحب الكلمة الفصل فى موضوع المحاضرة ومكانها وزمانها، كجزء من الدور الثقافي والوطنى الذى اخترته لنفسي.. وقد نشجع شباب الحى على القيام بحملة نظافة.. وقد يتطوع بعض الأفاضل الأخيار بالتطوع لجمع تبرعات للأطفال المرضى
... ولكن من البديهى أن كل هذا كوم والمهنة والوظيفة كوم تانى خالص.. فما الذى يجبر شابا وفتاة على الاستيقاظ الساعة 7 صباحا ليكون في طابور المدرسة قبل الثامنة والانتظام يوميا على هذا البرنامج.. وما الذى يجبره على تحمل شقاوة وعفرتة تلاميذ يتخذون من أوكا واورتيجا ومحمد رمضان مثلا ..وما الذى يجبره على الإخلاص في عمله والأخذ بتعليمات الإدارة والتوجيه الفنى.. وما الذى يجبره على تقديم دفاتر التحضير ودفاتر المكتب لمن يطلبها من المفتشين,, وما الذى يجبره على الالتزام بخطة سير المنهج الشهرى أو حتى الالتزام بالمقرر الدراسي,, وما الذى يجبره أصلا على الالتزام بالخلق القويم إراء زملائه ورؤساءه..ومن يجبره على الالتوام بالخلق القويم فى اللفظ والسلوك والتصرف حيال تلاميذه الذين يملك إراءهم سلطة مادية وأدبية
البنك الدولي والتعليم
بأي منطق وأي شرف وأي وطنية، يجبرنا البنك الدولي على عدم تعيين مدرسين لأولادنا ومدارسنا، فتلجأ الوزارة لتعاقدات تافهة، أو كوميديا سوداء لسد العجز فى التدريس.. كالتجنيد الإجباري في التدريس.. او تدريس أولياء الأمور، أو التدريس تطوعا.. في تعليم يحصل على المركز قبل الأخير عالميا..
فى نفس الوقت الذي يوافق فيه على بناء قصور الصحراء بالمليارات؟؟
المصدر صفحة د/كمال مغيث على الفيس
***********************
***********************