القائد العظيم السلطان
ناصر يوسف بن أيوب
صلاح الدين الأيوبى رحمه الله تعالى
دخول صلاح الدين الأيوبى مدينة القدس
معلناً إنتهاء88 عاما من الإحتلال الصليبى .
صلاح الدين الأيوبى .
تجلت عبقرية صلاح الدين العسكرية في
معركة حطين ، استطاع أن يهزم جيش الصليبيين المكون من 63000 مقاتل بجيش قوامه 12000 مقاتل فقط ،فيقتل منهم 30000ويأسر 30000بالإضافة لأسر ملك مملكة بيت المقدس “ غي
دي لوزينيان ” وأمير حصن الكرك “ أرناط ” .
صلاح الدين ليس عربياً وإنما كردي ولد
بتكريت بالعراق ،لم تعادل قوة صلاح الدين العسكرية قوة
الصليبيين في أية معركة جرت بينهما أبداً ،
بل كانوا أضعاف جيشه دائماً ورغم ذلك
هزمهم شر هزيمة بصدق إيمانه .
جاهد صلاح الدين 12 عاماً كاملة لتوحيد
الشام بعد أن تمزقت مملكة السلطان المجاهد
“ نور الدين ” بعد وفاته فأصبحت كل مدينة
دولة ،ثم تفرغ لمعاركه الرئيسية مع الصليبيين .
كان صلاح الدين رحيماً حتى مع أعدائه ،فكان بعد فتوحاته يقف على طريق النصارى
المنهزمين ،ينظر إن كان فيهم عجوز أو مريض ليعينه
على حاجته ،
ودفع الفدية لفقراء النصارى بالقدس عندما
فتحها
من أمواله الخاصة .
فتح صلاح الدين القدس الشريف بعد أن كان
في يد الصليبيين لمدة 88 عاما ،
ما هو الدرس الذي أعطاه صلاح الدين
لأوربا بأكملها ؟
ولماذا لم يصدقوا ما حدث ؟!!
علّم صلاح الدين أوربا كلها درساً في
الأخلاق وذلك بتسامحه بعد دخوله القدس حيث لم يفعل في الصليبيين مثلما فعل
الصليبيون في أهل فلسطين .
بعد أن انتصر المسلمون بقيادة صلاح الدين
الأيوبي
في حطين وبعد تحريرهم للمدن الساحلية
كلها تقريباً
جنوبي طرابلس ، كبيروت ، وعكا ، وصيدا ،
ويافا ، وقيسارية ، وعسقلان .
وقد قطعت الإتصالات بين مملكة القدس
اللاتينية وأوربا ،
حيث قامت قوات صلاح الدين بمحاصرة القدس
وذلك في 11 رجب 583هـ / 15سبتمبر 1187م ،
ولم يكن بمقدور حاميتها الصليبية الصغيرة
أن تحميها من ضغط 60 ألف رجل ،
فاستسلمت بعد ستة أيام ورفعت راية
السلطان صلاح الدين فوق القدس .
بعد كل هذه الإنتصارات إستطاع صلاح الدين
أن يلقن الهمجيين الغربيين درساً في الأخلاق كانوا في أشد الحاجة إليه ويحرج معهم
أوربا كلها ،
فلم يصدق الصليبيون أنفسهم وهم يرون
سماحة القائد صلاح الدين والمسلمين معه ،
والذي أكرم أسرى الصليبيين في كل بلد
استولى عليه ،
وحرّم على جنوده الإعتداء عليهم وعلى
ممتلكاتهم ،
وسمح لهم بالخروج آمنين إلى حيث شاءوا من
المدن الصليبية الأخرى .
وإذا فرض أموالاً على الأسرى مقابل إطلاق
سراحهم ،
فإنه كان يحرص على إعفاء فقراء الصليبيين
من ذلك المال ، وقد كان صلاح الدين في قمة التسامح مع الأسرى وغيرهم ، وكان يعطي
الأمان لمن يريده ، ويسيّر رجاله من الشرطة في الشوارع لمنع أي اعتداء على النصارى
،
وكان من رحمته بأعدائه أن أمر رجاله
بالبحث عن ابن امرأة صليبية زعمت أن الجنود خطفوه فأحضروه لها .
لقد ظل صلاح الدين في الوعي الأوربي
نموذجاً للفارس الشهم الذي تتجسد فيه أخلاق الفروسية ،
حتى أنه توجد ملحمة شعبية شعرية من القرن
الرابع عشر تصف أعماله البطولية .
وجاهد صلاح الدين الممالك الصليبية في
الشرق وجيوش 12 دولة أوروبية وحده فلم ينصره بعدة أو عتاد أحد من الممالك
الإسلامية ورغم ذلك لم تضعف عزيمته ،
لم يتقابل “ ريتشارد قلب الأسد ”
مع صلاح الدين الأيوبي أبداً وقد طلب
ريتشارد اللقاء
ورفض صلاح الدين ،
عندما مرض ريشارد أرسل له صلاح الدين
الأطباء لعلاجه ،
لكن ريتشارد قلب الأسد ردهم .
واجه صلاح الدين الأيوبي الحملة الصليبية
الثالثة المعروفة بحملة الملوك وقدرها 250000 مقاتل
إنضموا ل200000
مقاتل من المماليك الصليبية في الشرق فلم
يستطيعوا استرداد القدس بل هم من طلبوا منه الصلح .
حزنت الأرض على موت صلاح الدين من شرقها
إلى غربها حتى أعداؤه حزنوا عليه لما رأوه من عظمة أخلاقه
بشهادة المؤرخين الغربيين الذين ألفوا
المؤلفات
في وصف صلاح الدين .
حكم صلاح الدين 24 أربع وعشرون عاماً قضى
منها 16 ستة عشر عاماً راكباً على الخيل مجاهداً في سبيل الله ،
فعاش أغلب حياته في الخيام ولم تفتنه
قصور الدنيا رحمه الله وحينما مات دفن معه سيفه داخل قبره .
وقام بذلك القاضي الفاضل وهو يقول هذا
يتوكأ عليه
إلى الجنة ...
سيفك يشهد لك بجهادك 16 ستة عشر من عاماً
في سبيل الله .
رحم الله صلاح الدين وغفر لنا وله
***********************
***********************