جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالجزائر

الثقافة والعام الجديد 2020


الثقافة والعام الجديد 2020
العقيد بن دحو الجزائر
*- عام بأي حال عدت ياعام *** بما مضى أم لأمر فيك تجديد .
هذا البيت مقتبس عن البيت الشعري لشاعر السيف والقلم أبي الطيب المتنبي , الذي في الأخير قتله بيت شعره , بيت القصيد القاتل , ومن البيت الشعري الأصلي:
- عيد بأي حال عدت ياعيد *** بما مضى أم لأمر فيك نجديد.
هذا البيت الشعري ألقاه الشاعر منذ ألفين سنة ونيّف. والبيت القصيد الشعري:
عيد بأية حال عدت ياعيد مستفعلن فعلن مستفعلن فعْلن البحر البسيط ضرب مقطوع و التفعيلة الثانية مخبونة مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن .
ولأن الأيام دوال بين الناس , سواء كانت عيد ميلاد او مجرد أيام , سواء كان عام من الأعوام السمان او من الأعوام العجاف , فالمتضرر الوحيد من ضمن الرباعي الزوايا التي يعنمد عليها المربع الوطني القومي الوطني السياسي...الثقافي..الاقتصادي..الاجتماعي لا يعول عليه بأي حال من الأحوال.
في مجرى التاريخ والزمن الجزائري كان أكثر القطاع المتضرر هو الثقافة , فناهيك عن تلك الموازنات المرصودة للقطاع التي تقدر بالغالب ب: (0.65 %) حتى في عز البحبوحة لم تبلغ بالجزائريين شاطئ بر الأمان. وعلى اعتبار قطاع الثقافة إنقاذ , وما يجب أن نتعلمه بعد أن نتعلم كل شيئ , وما يجب أن يتعلمه المرء بعد أن ينسى كل شيئ.....!.
وعام يمضي بخفيفه وثقيله , بأفراحه و أقراحه , بفقره وغناه , بمآسيه وملاهيه , وعام يقبل أيضا عام مفتوح على كل الإحامالات والشارع ملتهب , والبيت ملتهب والمرفق العام والخاص ملتهب ولا أحد في منأى عن المساءلة وعن طرح التساؤل والأسئلة , ولا أحد في نفس الوقت يملك الجواب الكاف الشاف !.
تظل الثقافة الهامش المتهمش يعيش الأمرين , يوم أبتلى الله مرفقها العام المحلي والوطني والقومي برجال وأناس أشباه و أشباح لا علاقة لهم بالثقافة ولا بالفكر ولا بالأدب ولا بالفن. ولا لوم عليهم أن كان صاحب الحل والربط يدري ما يفعل (...).
كم يبدو الشعب الجزائري لا يهمه من أمر الثقافة إلا ما نذر او إلا من رحم ربي , لكنه بالسليقة وبالفطرة يدري عن علم ويقين بأن الثقافة هي الفيصل بين جميع الأحقاب والسنين العجاف التي مرت بها الجزائر عن قصد وترصد , وبين ما تتمناه من عام جديد فيه جيل جديد يسبح في عالم أزرق افتراضي منطقي لوجستي رقمي ذكي , فيه الانتماء للعالم الأقوى ولتواصل تفاعلي ناجع.
لم تضرب الثقافة الجزائرية بأكثر مما مضى , كونها كانت دائما أكسير الجزائريين غير المعلن. الإكسير السياسي الاجتماعي الثقافي.
والجزائر الحديثة وعاما يمر عليها بكل ما كان يميزه من حكم غير خلاّق وغير مبدع أرجع بالجزائر الى سنين خلت , واليوم تعيش عاما جديدا وعيدا جديدا الجميع يترقب أن تعاد السيادة لهذه القيمة الأخلاقية والواجب والصمير الجمعي القومي والوطني.
الثقافة انقاذ , والجزائر تعيش هذه الأزمات جملة وتفصيلا ليس لها من حل إلا العودة للثقافة والى الإعتبار لرجال الفكر والابداع والثقافة والفن وسوف ترى العجب على جميع الأصعدة.
أما إن بقيّت حليمة على عادتها القديمة , فلا تنتظر من عودة الأعوام والأعياد إلا المظاهر الكذابة الخداعة الترفيهية البافلوفية والميكيافلية , والتي تخضع الى المنعكس الشرطي آجلا أم عاجلا. لا يترقب من جراها خسارة الإنسان أنما خسارة الأوطان !.
ويا ويح وويل وويس وويب , وكل حروف وكلمات ومعاني ولغة وأسلوب الحسرة والألم من يكون السبب في حسارة وطن , ساعتها وين الوطن يلقاه على ضوء الشاعر العراقي النبطي القائل :
" اللي ضيّع خاتم ذهب
في سوق الذهب يلقاه ,
واللي ضيّع حبيب
في سنه وينساه ,
بس , اللي م ضيّع وطن
وين الوطن يلقاه " !.
ما أضيّع ثقافتنا اليوم , و أشباه المثقفين يقودونها الى رؤى ورؤية سنين عجاف والى عام بما مضى لا أمر فيه تجديد إن بقي الوضع الثقافي كما هو قائما.
عيد بأي حال عدت يا عيد *** بما مضى أم لأمر فيك تجديد
من البحر البسيط , أمل أن يظل الأمر بسيطا ويعود لله ما لله ولقيصر ما لقيصر أو أن تظل الجزائر بيت شعري تغنى به الكثير من الشعراء أنتهى بهم الأمر وراء القضبان او نفيا ما وراء البحار اختياري او اجباري , بيت شعري خارج اطار الوزن الخليلي , ساعتئذ يٌفقد التوازن , حين يصير القانون مناهضا للعدالة , العدالة بمعناه الأعمق والعميق , العدالة الاقتصادية...العدالة الاجتماعية...العدالة السياسية....العدالة الثقافية.
وفي انتظار ما يفصح به العم الجديد 2020 نبقى ننتظر ونترقب التغيير الثقافي أولا , من تلك الفكرة التي تغير وجه العالم والمحيط معا.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *