عَبَرَات أبي الدرداء
●روي ابن جبير عن ابيه قال : لما فتحت قبرص مر بالسبي على أبي الدرداء
صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم. فبكى فقلت له : تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز
الله فيه الإسلام وأهله ؟ قال : يا جبير بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله ،
فلقوا ما ترى ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه .
وكأن ابي الدرداء رضي الله عنه يعاين زماننا ويبكي على حالنا .. وهو يرى
تداعي الأمم علينا..والمسلمون في الوهن يتقلبون كغثاء السيل لايهابهم احد . وقد هلكتهم
الدنيا بعد ان بسطت لهم بزهوتها فصارت غاية قصدهم لها يطلبون وبها يرضون ولها يغضبون
ولها يوالون وعليها يعادون فقطعوا لذلك ارحامهم وسفكوا دمائهم ووالوا اعدائهم وظاهروهم
على اخوانهم فكانو بذلك مكائد للشيطان لمعادات طائفة الغرباء من اهل الايمان.
●ذكر الامام بن كثير رحمه الله :انه لما قدم امير المؤمنين عمر بن الخطاب
رضي الله عنه بلاد الشام عندما فتح بيت المقدس عرضت له مخاضة فنزل عن بعيره ونزع موقيه
فأمسكهما بيده وخاض الماء ومعه بعيره فقال له أبو عبيدة رضي الله عنه: قد صنعت اليوم
صنيعا عظيما عند أهل الأرض صنعت كذا وكذا .قال: فصك في صدره وقال: أوه. لو غيرك يقولها
يا أبا عبيدة ! إنكم كنتم أذل الناس وأحقر الناس وأقل الناس .فأعزكم الله بالإسلام
فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله .
------------------
اللهم أعز الاسلام و المسلمين وردنا إليك ردا جميلا
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
***********************
***********************