في شهر ميلاد النبي؛ صلى الله عليه وآله وسلم
بقلم سيد سليم

إن من واجبنا أن نقابل حرصه علينا بحرصنا على اتباع هديه ومنهجه، ففي ذلك السعادة كل السعادة، وفى البعد الشقاء والضنك، يقول تعالى: {فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}(123– 126 طه) و ها هو الضنك كاد أن يعم الناس جميعا، فكلما ازداد البعد، ازداد الضنك، وها نحن نجني ثمار البعد أشواكا وهذا وعد الله وسنته في كونه، لعل جراح الأشواك تنبهنا وتوقظنا، يقول تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون} (41 الروم) فلا خلاص إلا في الرجوع إلى الهدى بعزيمة صادقة، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وحبيبنا ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قد اختاره الله إماما للأنبياء في عالم الذر قبل خلق الأبدان وحقق له تلك الإمامة الروحية عندما أخذ العهد والميثاق للإيمان برسالته والدعوة إليها على أرواح جميع الأنبياء.
ومعلوم أن كل فضل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود من نفعه على أمته وبهذا صارت أمته ـ كما أخبر القرآن الكريم ـ خير الأمم فقد أرسل الله إليها خير رسول وأنزل إليها خير كتاب، يقول تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} (آل عمران،110) وواضح من الآية أن خيرية الأمة لها مواصفات لازمة تتمثل في ثلاثة شروط لابد من تحقيقها: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإيمان بالله، فإذا ما تخلت الأمة عن هذه الشروط وتلك المواصفات ذهبت خيريتها وقد ذاقت الأمة ما ذاقت بسبب عدم التزامها بخير الكتب وعدم اتباعها خير الرسل، ورحم الله أمير الشعراء عندما خاطب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً:
وما للمسلمين سواك حصن = إذا ما الضر مسهم ونابا
ولو سلكوا سبيلك كان حصناً = وكان من النحوس لهم حجابا
وباب الله مفتوح أبداً وكتابه العزيز عطاؤه مستمر وسنة نبيه متصلة والعبرة بالعمل واللجوء إليهما
لنكون أهلاً للرحمة وأتباعاً للرحمة المهداة؛ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين.
الكاتب والداعية الأزهري
سيد سليم
***********************
***********************
اكتب تعليقاً