جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالجزائرتعليم

ماذا يريد أولياء التلاميذ من المدرسة


ماذا يريد أولياء التلاميذ من المدرسة

العقيد بن دحو
من الأصعب الأسئلة وعير المصرح بها علنا , ظلت مستترة والى أجل غير مسمى , مادامت الجماعة , أي الجماعة التربوية (778) : التلميذ- الأستاذ - الإدارة - الأولياء لم تتحرر بعض من المكبوتات ومن بعض من اتفق عليه الجماعة كباطل وكمحرم خفيف غير محرم. !.
معظم الباحثين الحداثيين وما بعد الحداثة يشيرون الى أن الأولياء وهم يحضرون للدخول المدرسي وكدخول اجتماعي , وهم يتمنون داخل قرارة انفسهم أن تجيب المدرسة على سؤالهم التاريخي والذي يوشك أن يصبح سؤالا اسطوريا.
لكن ما هو هذا السؤال ...!؟لا أحد
لا أحد يجيب ! لا أحد يجيب عن سؤال لم ولن يطرح بعد.....!
ومع هذا على المدرسة بجميع اطوارها الثلاث : (الإبتدائي - المتوسط - الثانوي ) أن تجيب , بل أن تجيب حتى على الصمت المقيت.
وحتى عند الشعوب والأمم والتي شهدت تقدما رهيبا بالحضارة التربوية , وتدرس مختلف المناهج والبرامج الحديثة , بل مبدعة وصانعة ومصدرة لها , تقف عاجزة عن الإجابة.......!.
الخبراء وبعد وقت طويل من الدراسات والبحوث في مختلف القيّم السيكولوجية والبيداغوجية والتربوية , وجدوا أن الأولياء يطلبون من المدرسة أن تكتشف مواهبهم واباداعاتهم الخلاّقة في شتى ميادين المعرفة والعلم والفنون ومختلف الثقافات وكذا الرياضة البدنية.
الأولياء - ولو بشكل مستتر - تلميحا لا تصريحا , يريدون أن يصبحوا أبناءهم كاللاعب العالمي المشهور الفلاني او العلاني....او كذاك الموسيقي الشهير...او كذاك صاحب الصوت الجميل....او ذاك صاحب الريشة المبدعة...او ذاك الذي ينقش بأزميله الصغير دررا من الحب والجمال , يكمل الحياة.
كونهم يدرون ويدركون جيدا بأن هذه الفنون والمواهب هي التي تفتح لهم أفاق المهن والحرف الراقية المثقفة , طبيب مبدع....مهندس مبدع....استاذ مبدع...قاضيا مبدعا......والعديد العديد.
الأولياء يريدون ما بعد المنهاج والبرنامج المقرر , يريدون أن يعود أبناءهم بطانا ليس علما و أدبا وفقط من مختلف المواد وانما من ثقافة وفن وجمال وحب هذه المواد.
هم يريدونهم ثقافة الرياضيات وليست الرياضيات....ثقافة اللغة العربية وليست اللغة العربية....ثقافة مادة التاريخ والجغرافية وليست فقط التاريخ والجغرافيا.... وهكذا لسائر المواددواليك وثقافاتها من مختلف الحضارات وعند مختلف الشعوب.
تماما كالبحث او الرسالة الجيدة او المحكمة , تلك التي تدرج الحواشي والهوامش مدعمة بأفكار ونظريات وحكم السلف والخلف العلماء. بمعنى يجب أن نخرج أحيانا من الموضوع كي نلج الى الموضوع , أي احيانا على المدرس او أستاذ أن يشط ويخرج عن القاعدة والدرس كي يلج الى الدرس , وفي تلك الإجابات الهامشية يكمن السر الساحر الآسر في الإجابة عن السؤال اللغز الذي ما فتئ يطرحه الأولياء مع كل عصر يتم فيه تحيين وتجديد مناهج وبرامج التدريس تعلما وتعليما , ويكون فيها التلميذ والمدرس محورا العمليتين التعلمية والتعليمية.
ولكن الأولياء لماذا لم يصرحوا بالسؤال جهرا محليا وعالميا !؟
كون لا تزال بعض الفنون والثقافات تطرح مجموعة اللبوسات غير أخلاقية هم يرونها كذلك او المجتمع على الأقل , ولا أحد يجرؤ أن يخرج عن القاعدة الأغلوطة أصلا.
لكن الولي السعيد السعيد , من يتمكن أن يتفرج على أبنه على ركح مسرحي صغير وهو يمثل دور (قسطنطين) في مسرحية لمصطفى المنفلوطي , أو أن ابنته تمثل دور (أونتجون) للشاعر الدرامي الاغريقي صوفوكل.
او أنهم جمعا يرددون ترنيمات واناشيد وطنية خالدة , او انهم يرسمون....او يكتبون....الخ.
كم هي الفرص التي تضيّع على ابنائنا اجيالا وراء اجيال , هم يريدونههم معطلا الأبعاد في حديقة مدرسية لا غناء فيها او بجنان فيه من اخضر يسر الناظرين لكنها خلية من الأطيار والفراشات والربيع والورود......او او
الحياة مضافة الى الفن , بل الحياة هي التي تقلد الفن.
النتائج المدرسية والنجاح الشامل يأتي من لدن مدرسة ثقافية: ابتدائية ثقافية...اكمالية ثقافية...ثانوية ثقافية. متصالحة مع مختلف الفنون وحضارة الثقافات العالمية الأخرى , وبدون هذا كله , يبقى سؤال الأولياء قائما , وتبقى المدرسة عاجزة كل العجز عن الإجابة , ليس العجز ناتج عن عدم قدرة معرفة , وانما عدم المكاشفة وعدم التحرر من بعض العادات والتقاليد المهترئة التي اصبحت بفعل الكبث التراكمي قانون ملزم جمعي. عطالة للمفهوم المدرسي الحديث الذي يصبو أن يكون ما بعد الحداثي , مدرسة ذكية متفتحة على شارع ذكي , وعلى مدينة ذكية , وعلى اعتبار المدرسة / Polis عند الإغريق أحسن معلم.
بالأخير :
- اذا كانت الثقافة ما يجب أن تعلمه بعد ان نتعلم كل شيئ
- واذا كانت الثقافة ما يجب ان نتذكره بعد ان ننسى كل شيئ
-فإن الثقافة عموما انقاذ , فأنقذوا المدرسة !.

***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *