------------------------------------
إيران أو بلاد فارس منذ أن دخلها المسلمون فاتحين، وهي تدين بالاسلام السني الشافعي و الحنفي ،..
و قد احتوت على مراكز حضارية إسلامية كالري وطوس ونيسابور ، بعلماء سنة بارزين وأئمة كبار مثل الامام مسلم وابن ماجة والحاكم النيسابوري وأبي داود وغيرهم من أصحاب كتب السنة والحديث،
وهؤلاء كلهم من العرق الفارسي وعلى عقيدة أهل السنة والجماعة.
وبالتالي فإن فارس كانت بلاد سنية مسلمة كباقي ديار المسلمين، قبل أن تحتلها الدولة الصفوية سنة 1501م ، حيث قدم المتعصب الدموي الشاه إسماعيل، من أردبيل بأذربيجان على رأس جماعة من غلاة الشيعة، ...
و استغل التمزق السياسي لبلاد الفارس، ليقوم بإزاحة الإمارات التركمانية الموزعة في أنحاء الهضبة الإيرانية، و يقيم دولة شيعية إمامية شديدة الحقد على المسلمين (السنة).
كان الصفويون في البداية سنة شافعيين ، و قادهم الشاه إسماعيل من اذربجان فخاض عدة معارك ضد حكام إيران و تغلب عليهم ، وتساقطت في يده كثير من المدن الإيرانية، وتوج جهوده بالاستيلاء على مدينة "تبريز"، ودخلها دخول الفاتحين، ثم أعلنها عاصمة لدولته.
وقد عُرِف الشاه إسماعيل بقسوته البالغة وشدة بطشه على معارضيه حتى أنه قتل والدته، وكانت أساليبه وحشية حيث كان يستخرج جثت أعداءه ويحرقها ليشفي غليل حقده وانتقامه،..
وفي سنة 1501 تتويج إسماعيل الصفوي ملكا على إيران و أعلن المذهب الشيعي مذهبا رسميا للدولة عن طريق القوة ومن رفض يتم قتله بابشع الطرق ، ..
يقول المؤرخ السني قطب الدين النهروالي عن إسماعيل الصفوي "قتل خلقاً كثيراً لايحصون قريبا عن مليون نفس" !!
ولاجبار بقية الفرس على تغيير مذهبهم قتل الشاه إسماعيل علماء السنة و عمد إلى ملء الفراغ من خلال استحضار علماء الشيعة من جبل عامل في لبنان التي كانت آنذاك أحد معاقل الشيعة، وفيها الكثير من علمائهم ..
و كان المهاجرون عموماً يجدون في إيران ظروفاً مواتية، والذين تجاوبوا مع الحكومة الصفوية وتضامنوا معها، كانوا يحصلون على عطايا وهدايا، على شكل أملاك وأموال نقدية وعينية.
ولم تقتصر جرائم الصفوي إسماعيل على إيران وحدها بل امتدت إلى خارجها فهاجم العراق واحتل بغداد وفتك بأهلها السنة، كما أنه حارب الدولة العثمانية وأربك جهادها في أوروبا، ..
وتآمر مع القوى الصليبية الأوروبية ضد العثمانيين، بالإضافة إلى أنه توسع إلى جهة خراسان، وقاتل الأوزبك السنة في منطقة ما وراء النهر وأنهك هذه البلاد، مما جعل منها لقمة سائغة أمام الروس الذي تقدموا فيها بعد ذلك،
توفي إسماعيل الصفوي عام 1524 ، وسار خلفاؤه الصفويين على منهاجه الإجرامي في حق إيران وفارس.
و بعد سقوط دولة الصفويين عام 1736م ، ورثت الدولة القاجارية مجتمعا شيعيا معاديا للمسلمين السنة، وعرفت فارس سيطرة علمانية فرضها النظام البهلوي في القرن العشرين، إلا أنها لم تستمر إذ انبعثت الصفوية من جديد في ثورة 1979م بالطابع الشيعي الإمامي والقومي الفارسي.
فقامت جمهورية إيران الخمينية التي تحلم باستعادة الدولة الصفوية بل والإمبراطورية الفارسية القديمة ....
------------------------------------------------------------------
* محمد سهيل طقوش، تاريخ الدولة الصفوية
* حسين مؤنس، أطلس تاريخ الإسلام
***********************
***********************
