نصائح للمعلم والأستاذ أو
إلى من كاد أن يكون رسولا
١. فرق كبير بين من يتعامل مع الطالب كأمانة أمام الله و من يفكر فقط في الأجر الدنيوي و ينظر للتعليم فقط كمصدر رزق.. أي إنه يهتم فقط أن يقبض الراتب آخر الشهر ولا يهمه أن يفهم الطالب أو لا. أو أن يعدل سلوك الطلاب.
٢. المعلم الجيد هو من ينهض بمستوى الطلاب الضعاف إلى مستوى أفضل.. إذا تعاملت فقط مع الطالب الشاطر فما هو دورك كمعلم! فالمقياس الحقيقي لكفاءة المعلم هو تأثيره على الطلاب الضعاف و تحسن مستواهم.
٣. يجب أن يفهم المعلم طبيعة المرحلة العمرية للطلاب و أيضا الظروف التي تحيط بالطالب.. فطلاب المناطق الريفية مثلا قد تجد تحيط بهم ظروف من الفقر و أمية الوالدين إلخ و الكثير من الطلاب يضطر إلى العمل.. فيجب على المعلم أن يراعي هذه الأمور في تعامله مع الطالب.
٤. لا يوجد طالب فاشل و لكل طالب موهبه خاصه به.. يجب على المعلم أن يعرف هذا جيدا.. فالكثير من العلماء و العظماء قيل عنهم في وقت ما إنهم فاشلون و غير قادرين على التعلم. فالطالب الذي تعتبره فاشل قد يصل مرتبة العلماء ( مثل اديسون)
٥. ليست الغاية من التعليم هي المسابقات و الجوائز و إنما الغاية الحقيقة هي مدى الإضافة التي حققتها كمعلم لطلابك سواء إضافة علمية أو سلوكية أو تربوية.. فأنت مسئول عن بناء شخصية الطالب و تكوينه العلمي و النفسي و الخلقي في هذه الفترة التي يتعلم فيها تحت يديك.
٦. يجب عليك-أيها المعلم-أن تُحسِّن علاقتك بالمعلمين أو الأساتذة وبالعمال والإداريين,وأن تتحمل أذاهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا,وأن تكون مع الجميع كالنخلة يرميها الناس بالحجر وهي ترميهم بالثمر.واذكر أن رسول الله-ص-قال:"الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".وإذا صح هذا مع كل الناس عموما فإنه يصح أكثر وأكثر مع قوم تربطنا بهم أكثر من رابطة:الدين ثم.. الزمالة في العمل والاشتراك في مهمة هي أعظم المهمات على الإطلاق:التربية والتعليم.
٧. إن مما يُخفف على الأستاذ من وقع الأذى الذي يلاقيه في طريق التعليم,أن يتذكر أنه يسير على طريق الأنبياء والمرسلين,الذين كانوا جميعا معلِّمين:" إنما بعثت معلما"كما قال رسول الله-ص-.
٨. إن من أسوا ما يمكن أن يتصف به المعلم في تعامله مع الطلاب :التمييز بينهم ,الذي يعتبر من الظلم الذي حرمه الله ورسوله.ومن مظاهر هذا الظلم :
أولا:- التمييز بين الغني والفقير.
ثانيا:- التمييز بين القوي والضعيف.
ثالثا:- التمييز بين بن المسؤول وبن المغمور.
رابعا:- التمييز بين بن المنطقة والآتي من خارجها.
خامسا:- التمييز بين الذكر والأنثى.
٩. لا تكن مع الطلاب كما يقول المثل لينا فتُعصر, ولا يابسا فتُكسر,وكن وسطا لأن "خير الأمور أوسطها",واعلم أن علاقة الأستاذ بالتلاميذ يجب أن تكون علاقة حب من جهة (عن طريق المعاملة الطيبة) وعلاقة هيبة من جهة أخرى (عن طريق الحزم والجد والشخصية القوية)
١٠. قدّر أي جهد يقوم به الطالب ولا تحتقره ولا تستهزئ به.ولا بأس أن تمدحه بين الحين والآخر في الوقت والظرف المناسبين مدحا يشجعه ولا يفسده.
١١. لا تقتطع أي جزء من حصص الطلاب الرسمية,وكن أمينا ما استطعت,وليكن شعارك الحديث:"اليد العليا خير من اليد السفلى"والذي من معانيه الأساسية أن اليد التي تعطي خير من التي تأخذ.ومن هنا فإذا استطعت أن تقدم للطلاب دروسا إضافية تطوعية فافعل تكبر استفادتهم بإذن الله ويعظم أجرك عند الله.
١٢. إياك أيها المعلم أن تنه طلابك عن سلوك خاطئ وتأتي مثله:" كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".
١٣. على المعلم أن يجعل مخافة الله وتقواه نصب عينيه وأن يجاهد في سبيل أداء أمانة التربية والتعليم كاملة غير منقوصة كما يحب الله ورسوله,وأن لا يتراخى في ذلك لحظة واحدة مهما كانت حقوق المعلم مهضومة ومهما كانت المثبطات والعوائق والأشواك على الطريق كبيرة.
١٤. يجب أن يعلم المعلم أن الهدف من التدريس ليس تحقيق الطالب لأعلى الدرجات وتفوقه الدراسي فحسب ولكن الهدف يجب أن يكون أبعد من ذلك:أَلاَ وهو بناء شخصية متكاملة عندها القدرة على مجابهة الحياة وإثبات ذاتها والتميز في حياتها العامة.
١٥. مما يجب أن ينتبه إليه المعلم:محاولة التوفيق بين مهمة التعليم وتبعاته,والاهتمام بالشغل الآخر(إن وُجدَ) أو الوظيفة الأخرى.نَعَم من حق المعلم أن يعيش ميسور الحال من الناحية المادية ولكن من واجبه كذلك شرعا وقانونا أن يهتم بالطلاب كما يجب,وأن لا يسمح لوظيفته الأخرى أن تؤثر سلبا على مردوده التعليمي:
ا-حتى يكون مرتبه (على التعليم)حلالا بإذن الله.
ب-وحتى لا يُظلَم الطلاب لأنه لا ذنب له ولا دخل له في ظروف المعلم المادية الصعبة.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما-اللهم آمين
***********************
***********************
