شيخ العرب / حمد باشا الباسل #نقلا عن تطون الوثائقية
أحد رموز حركة أحمد عرابى وثورة ١٩١٩
هو حمد باشا الباسل,التي تنتسب عائلته إلي قبيلة الرماح'العربية وعندما أتوا إلي مصر استقروا في محافظة البحيرة..وفي منتصف القرن التاسع عشر نزحوا إلي الفيوم ليقيموا في قرية'أبو حامد'التي عرفت فيما بعد-عندما بني حمد باشا الباسل قصره عام1907-بقصر الباسل والذي جدده عام1939وذلك للإعلان عن زيارة الملك فاروق له عند افتتاحه لمشروع المياه بمركز إطسا الذي تتبعه قرية قصر الباسل.
'الباسل'لم يكن رجل سياسة,لكن ابنه محمود والد حمد باشا(وقد اشترك في الثورة العرابية وحكم بالإعدام رميا بالرصاص لكنه استطاع الهرب فقبض الإنجليز عل أخيه'رحيم الباسل'وأعدم بدلا منه بناء علي حكم صدر من المحاكم الإنجليزية.
يعتبر حمد باشا(1870-1940)أشهر أفراد أسرة الباسل,حصل علي الباشوية من السلطان العثماني في أسطنبول والسلطان حسين كامل في القاهرة.كان أول اجتماع للوفد قد عقد في منزله بالقاهرة(تبرع به فيما بعد ليصبح أول سفارة للسعودية في مصر)فقام سعد زغلول ونادي من علي شرفة هذا المنزل باستقلال مصر وذهب مع أعضاء الوفد لباريس لحضور مؤتمر هناك.ونفي مع سعد زغلول إلي مالطة في8مارس1919.
يتبرع لأنشاء كنيسة
عندما كان الوفد المصري في النمسا وفي طريقه لحضور مؤتمر الصلح بباريس تبرع حمد الباسل بمبلغ300جنيه لإحدي الكنائس التي زارها في النمسا مما جعل المسئولين يظنون أنه رئيس الوفد فدعي هو ومن معه إلي مأدبة غذاء مع إمبراطور النمسا..وهذه الحادثة كان لها أكبر الأثر في عودة روح التآلف مرة أخري إلي الوفد المصري الذي كان علي خلاف أثناء وجودة بالنمسا,فزالت الخلافات وذهب الوفد يدا واحدة إلي قصر الإمبراطور.
كما لعب دورا لفض الخلاف بين سعد وعدلي علي رئاسة الوفد الذي تقرر أن يتوجه إلي لندن لمفاوضة ملنر..وباءت محاولته بالفشل,وعلي أثرها اعتكف الباسل بداره,إلي أن خرج من اعتكافه بعد إعادة نفي سعد إلي سيشل مع بقية أعضاء الوفد بمقاطعة البضائع الإنجليزية,ثم اعتقاله في يناير1922مع ستة آخرين.وأفرج عنهم عام1923ليحتل مكانه وكيلا للوفد وليدخل البرلمان.
اتجهت جهود حمد الباسل في السنوات الأخيرة من حياته وحتي رحيله في9فبراير1940ليمارس دوره شيخا للعرب وخدمة الأقطار العربية فكان في مقدمة الذين خدموا القضية الفسطينية,فقد كان عضوا في المؤتمر الفلسطيني البرلماني الذي عقد بالقاهرة واختير وكيلا للجنة التنفيذية الدائمة للدفاع عن فلسطين.
ولم يكن قصر الباسل بالفيوم بمعزل عن نشاط'حمد الباسل'في الحياة السياسية فهناك اجتماعات عقدها مع شخصيات مهمة في ذلك القصر من أجل مصر والمنطقة العربية مثل'متقال باشا الفائز'رئيس وزراء الأردن السابق و'نوري السعيد'رئيس وزراء العراق السابق و'عبد الجليل سيف النصر'وزير ليبي سابق..أما'إدريس السنوسي'زعيم حركة الجهاد الليبي فقد هرب من الاحتلال الإيطالي ومعه مجموعة كبيرة من المجاهدين الليبيين وأسرهم فاستضافهم'حمدالباسل'في #الفيوم ومن خلال علاقتة بالحركة السنوسية في ليبيا,أقنع قيادة الحركة بالانضمام إلي مصر في محاولة لطرد الإنجليز وأرسل بخصوص ذلك وفدا إلي ليبيا كان علي رأسه'عبدالستار الباسل'شقيقه و'هواف الباسل'ابن عمه.
وليس أدل علي دوره العربي من دعوة العراق عام1939لفض نزاعات داخلية بين القبائل هناك وكان برفقته في هذه الزيارة طاهر المصري بك وعبد الرحمن عزام الذي عين فيما بعد أول أمين عام لجامعة الدول العربية وقد نجح في مهمته أكبر نجاح.
وأكد البعض أن الشرارة الأولي لثورة1919قد اندلعت من قصر الباسل عندما هجم جمع كبير من أسرة الباسل علي قسم شرطة #إطسا الذي تتبعه القرية وقاموا بمحاصرته وتحفظوا علي المأمور الإنجليزي وضباطه وعساكره فور سماعهم لنبأ القبض علي'حمد الباسل'وسقط أكثر من شهيد من عائلة الباسل في هذه الموقعة.
كما انشغل حمد باشا الباسل بأمور القبائل العربية خارج مصر وداخلها ورأس اجتماعات زعماء العرب المصريين,ومطالبهم بشأن تجنيد أبناء القبائل أسوة بسائر المصريين وأكد فيه الباسل:'أن العرب لا يتخلفون عن الدفاع عن وطنهم..'.
وكان للباسل دوره الوطني والعربي ذي الطبيعة القبلية وكان بحق شيخا للعرب...ولهذه المكانة حرص السيد لامبسون المندوب السامي البريطاني عند زيارته للفيوم أن يرحب بضيافة حمد الباسل له.
توفي الباسل بعد مسيرة غنية من العطاء والجهاد الوطني.ومن أحفاد الباسل المرحوم المهندس'أبو بكر الباسل'الذي استمر قرابة4عقود يمارس العمل السياسي من خلال عضويته في مجلس الأمة ثم مجلس الشعب عن قصر الباسل حتي وفاته عام2005.
بقلم / عزت اندراوس
***********************
***********************
