الباستيل
محمود يحيى
فرنسا تلك الدولة التي لطالما ابهرت العالم بجمالها
ورونقها وقوانينها وليبراليتها ، من يصدق انها كانت يوما ما ارض للجحيم فيتم حكمها
بكل قهر وظلم فينظر المواطن الفرنسي لبلاده منذ سبعه قرون بعين الشفقه والالم لما
اصاب بلاده من سوء ويتلخص هذا الجحيم في قلعه بشرق العاصمه الفرنسية باريس تعرف في
التاريخ (بسجن الباستيل) ويرجع بناء تلك القلعة الي الصراع الحربي التاريخي ما بين
انجلترا وفرنسا بما يعرف بحروب المائة عام وكان ذلك حينما اشتد ساعد الانجليز علي
فرنسا وباتت البلاد قاب قوسين او ادني من السقوط في يد انجلترا بعد هزيمة فرنسا
واسر قائدها جون الثاني في معركة بواتيه وباتوا ع بعد مائة كم من العاصمة باريس
ومن ثم لم يجد عمده باريس بديلا عن بناء قلعه تحمي شرق العاصمه تخوفا من الطوفان
الانجليزي المرتقب علي الاراضي الفرنسية وبالفعل شرع الفرنسيين ببناء حصنا وقلعه
شرق العاصمه وكانت علي امتداد اكثر من 1,5كم بسور ضخم يصل ارتفاعه ما بين 5 الي
20كم بسمك يصل الي 8 متر ناهيك عن خندق مائي حول القلعه يصل عرضه الي 25 فلا يربط
القلعه عن اليابس الي قنطره خشبيه تعبر الماء ترفع عند الخروج والدخول من القلعه
بالاضافه لابراج الحراسه القوية والتحصينات الدفاعيه الشديدة اي ان القلعة حتي
الان موكل اليها الدفاع عن فرنسا فقط ولكن بعد انتهاء الحرب بين البلدين بامر ملكي
من البلاط الفرنسي تم تحويل القلعة الي سجن كبير يعرف في التاريخ بسجن الباستيل
ولكن هدف السجن في البداية كان للمجرمين شديدي الخطورة ممن يمثلون خطرا ع امن
فرنسا كالخونة والقتلة والمشعوذين الي ان اباطره وملوك فرنسا ابو ان يكون السجن
لتلك الفئةفقط بل انقلب الامر لان يكون ملاذا كبيرا وسجنا شديد العذاب للمعارضين
للحكم السياسي ف فرنسا كذلك رجال الدين الذين ينتقدون الحكومة الفرنسية نهيك عن ان
الوان العذاب المريرة التي باتت في هذا السجن ضد ابناء فرنسا حتي طال
الامرالابرياء منهم رغبة من الحكومات الفاسده والبرلمان بتأمين مراكزهم تجنبا لاي
ثوره محتلمه ، لكن السجن ف البدايه كما اوضحت انه اعد للدفاع عن البلاد ضد الجيوش
الانجليزية ومن ثم احتماليه اختراق الباستيل او الفرار منه امرا ربما يكون مستحيلا
او تفكير احد السجناء بالهرب امرا اشبه بالجنون ومن ثم بات اسم الباستيل شيئا يبث
الرعب في قلوب المواطنيين من حكامهم حتي اذا ما ذكر اسمه امامهم هربوا ليصبح بذلك
رمزا للظلم والطغيان فيفرنسا حتي جاء عام 1789 ،حيث وقع الشعب الفرنسي ضحية فساد
لويس السادس عشر نتيجة لتمويله الولايات الامريكيه في حربها مع الانجليز ضد
الاستقلال وحينما ضاق الشعب بفقره والظلم الذي علي كاهله خرج الثوار الفرنسيين الي
الشوارع حتي جاء ذلك الصوت الي ميدان جارديف بالعاصمة باريس " لقد سقط
الباستيل " ولكن كيف سقط الباستيل
في الحقيقه ان
الطريقه التي عامل بها عمده باريس الثوره لم تكن مناسبه لم يكنه الشعب الفرنسي من
مشاعر تجاه الاوضاع المزريه حتي انه استخدم العنف في مواجهه بعض الثوار واريقت
الدماء الفرنسية علي الارض البارسية بشكل لم يعهده البارسيون من قبل ومن ثم اتجه
الثوار لسجن الباستيل ولكن لماذا الباستيل!
ويرجع ذلك
لاسباب منها....
ان السجن مخزن
للسلاح ومن ثم اراد الثوار الحصول علي تلك الاسلحة للدفاع عن انفسهم والسبب الثاني
لان الباستيل شاهد تاريخي علي ما حل بالشعب الفرنسي من الم ولانه رمزا لهيبه
الحاكم ومن ثم وجدوا في سقوطه كسرا لخوف فرنسا واذعان برحيل عصر الظلم ومن ثم هاجم
الثوار السجن وانضم اليهم فرقه من الحرس الفرنسي الخاص الناقم علي الحكومه فاشتد
ساعدهم واختصر هنا كلماتي ولا اذكر تفاصيل سوي ان قائد الباستيل وهو دي لوني حاول
الانتحار حتي لا يقع ف ايد الثوار فيقتلوه قتلا مهينا ومنعه حراسه الا ان جاء
الثوار وقتلوه في الربع عشر من يوليو تموز 1789 ومن ثم كان الشراره الاولي لاندلاع
الثوره الفرنسيه ورحيل الحكومه واعدام الملك لويس السادس عشر واعلانا للجمهورية الفرنسية.....
ولكن في ذلك التاريخ سقط باستيل فرنسا فمتي يسقط باستيل العرب ،فحينما نفقد القدره
علي تحقيق احلامنا والحفاظ علي بلادنا ونساق للغرب الذي يسرق اوطاننا فنحن فعلا في
الباستيل حينما تكون الرئيس والحكومة غير قادره علي ابسط احتياجات المواطن البسيط
بل وتفرض في حقه في مياه نهره وتقمعه عند اعتراضه فنحن في باستيل اننا نعيش في
الباستيل كل يوم ودي لوني وحرسه يلوثون وطننا لكن الباستيل الذي كان يوما رمزا
للطغيان سقط فهل يسقط باستيل حياتنا........
محمود يحيي
***********************
***********************