فكرة ادماج اطفال ذوي الحاجات الخاصة بالنظام التربوي / في حدود انتشار دمقرطة التعليم
العقيد بن دحو
لازلت اذكر يوما كتا مدير لأحد المتوسطات التي تتوسط مدينة ادرار , وبعثت لي الوصايا أذا بلإمكان فتح اقسام لذوي الحاجات الخاصة من نوع ( الصم والبكم) فقبلت على الفور لأسباب انسانية بالمقام الأول ومن دون تردد , على الرغم أن اشخاصا معينين نصحوني ان اراوغ او ارفض الطلب
قبلت اقتراح مديرية التربية فورا , وجهزت والطاقم الاداري والعمال الأقسام واصبحت بأقل من الأيام معدودات على رؤوس الأصابع. لتغيّر مصلحة الدراسات والامتحانات بولاية ادرار الخريطة التربوية وتضيف لي اساتذة لكل مادة.
كنت مجبرا عن طيب خاطر ونفس ودون اكراه على تغيير استعمال الزمن , وضبطنا من جديد خدمات الأساتذة والتلاميذ , وما هي إلا أيام واقبلوا طلبة ذوي الحاجات الخاصة من كل انجاء ولاية ادرار مستفيدين من النظام الداخلي بمؤسسة التكفل الاجتماعي.
كان ذاك يوما مشهودا استفاد فيه النلاميذ من يوم جديد للدخول المدرسي , ورغم أن اطارات محسوبين على التربية كانوا متطيرين من العملية ومتشائمين إلا اني كنت متقائلا , بهؤلاء التلاميذ الذين يتكلمون بإشارات مختلفة ويمارسون وظائف الحواس الخمس بطرق علمية حسابية مسطرة ومضبوطة وعالمية متفقا عليها سلفا.
لم يكن لي معينا الا الموجه والمستشار والمرفق الخاص لهم السيد الدليمي عبد القادر , والسيد المدير الخاص الساسي , حتى استقام الظن , واصبح واقع النزلاء الجدد على متوسطتنا واقعا طبيعيا معاشا.
اندمج التلاميذ بسرعة وصاروا يتنقلون الى تلاميذ النظام العادي , واصبحوا يتبادلون اطراف الحديث والفرح والابتسامات تعلوا محياهم البريئة.
لايحتاج الطفل المعاق المتمدرس الى عاطفة انسانية , انما يطلب حقا ارادت بعض الطامسين ان تطمسه له. الجميه يولد معاقا , ولكن مع الأيام والممارسة يستطيع الانسان ان يوظف كافة حواسه , بل توجد عملية ارطفونية أين توظف وظيفة حاسة من الحواس بوظيفة أخرى وهكذا ذواليك......
هذه العملية في علم النفس تسمى ( السونستاسيا ) او ( الإيكولاليا) أي تداعي الحواس والخواطر.
اقول لم تكن يوما الإعاقة الجسدية او النفسية او الذهنية عائقا أمام أن يتلقى طفل ذوي الحاجات الخاصة تعليما وتعلما بالوسط التربوي العادي.
ومن اجل الحرية والمساواة التي منحتها الحضارة الديمقراطية بالعالم وفي حدود انتشار التسامح , منحت للتلميذ المعاق مقعدا بيداغوجيا عن جدارة واستحقاق.
اندمج التلاميذ بسرعة وصاروا يتنقلون الى تلاميذ النظام العادي , واصبحوا يتبادلو ن اطراف الحديث والفرح والابتسامات تعلوا محياهم البريئة.ارطفال من جميع المستويات , وكنت كل يوم صباح أزورهم بأفسامهم , وهم كلهم فرح و أمل , يشاركون اساتذاهم بإنجاز الدروس بكفاءة عن طريق المقاربة بالكفاءات , اين تذوب لغة اشاراتهم الخاصة بالرغبة والطموح على اثبات الذات وعلى المكون البشري , عندما يشعر هذه التلميذ الخاص الذي لم يعد خاضا الجميع معه المدير أولا ومن تمة سائر افراد الجاماعات التربوي (778).
لقد نجح تلاميذة الصم والبكم وحتى الكفيف منهم بالإندماج بالوسط التربوي بجميع الأطوار الثلاث وكافة المستويات , ونجحوا , كما نجح من قبلهم ابطال العالم الكقيق البصر , نجحشاعر الانساني الملحمي اليوناني ( هوميروس) بإبداع ( الأوديسا والإلياذة) ونجح (تريسياس).... ولنا في عالمنا العربي عميد الأدب العربي الدكنور ( طه حسين) , ونجح العديد من ذوي الحاجات الخاصة بمدرسة او من عدمها , وقدموا للإنسانية خدمات جليلة عجز حتى الأصحاء وسليمي الحواس من انجازها.
انها لفرصة سانحة خلاّقة وفكرة رائدة متقدمة تلك التي اتاحتها وزارة التربية عبر مديرياتها في كل ولاية لإدماج الطفل المعاق او من ذوي الحاجات الخاصة , وما يبقة إلا الإيمان بسلطان تطبيف الفوانين والارشادات والايمان بديمقراطية التعليم والتربية التربوية البيادغوجية , وضمان مقعد بيداغوجي لكل تلميذ سواء كان به حاجة خاصة او عاديا.
لابد ايضا من المرافقة البيداغوجية والسيكولوجية والتعاون مع هيئات أخرى وجمعيات اخرى محلية ووطنية لإنجاز البرامج وتطبيقها ميدانيا , والعمل على الادماج الشامل ولا سيما الجانب الرياضي والثقافي والجماعي المعوي بالوسط المدرسي , لتقوية اواصل الصداقة والتبادل المعرفي في ظل مدرسة ذكية وحكم تربوي راشد , فيه الوسيلة ارقمية لم تعد وسيلة واما غايةايضا.
الشكر الخالص:
- السيد عبد القادر دليمي المرشد الخاص والموجه لمديرية الشؤون الاجتماعية لولاية ادرار
- الشكر الخاص للسيد المدير الساسي لصغار اصم والبكم , وكل من ساعدنا سابقا لنجاح المشروع , واتنمنى ان تنجح التجربة وان تستمر حتى ان غبنا عنهم......
والله اعلم ما بالأنفس.
***********************
***********************