عندما
تذهبون إلى الجزائر العاصمة يوجد مكان اسمه ساحة الشهداء !
لماذا سمي بهاذ الإسم
؟؟؟
ليس نسبة لشهداء الثورة
التحريرية (1954 / 1962) كما يظن غالبية الناس ... هذا خطأ ... سُمِيَت ساحة
الشهداء نِسبة ل 4000 من المواطنين الجزائريين المصلين الذين كانت قد أعدمتهم
فرنسا المجرمة سنة 1832 في جامع كتشاوة و في ساحته المجاورة له ، فقط لأنهم
اعتصموا داخِل المسجد و رفضوا تحويله إلى كنيسة كمحاولة فرنسية للقضاء على الإسلام
بالجزائر ... لكن هيهات هيهات ...
يُعَدُّ جامع كتشاوة من
أشهر المساجد التاريخية بالعاصمة الجزائر حيث وسعه و زخرفه حسن باشا سنة 1794م زمن
الدولة العثمانية لكن الفرنسيون حُوِّلوه إلى كنيسة بعد أن قام الجنرال الدوق دو
روفيغو القائد الأعلى للقوات الفرنسية بإخراج جميع المصاحف و كتب التفسير و الحديث
و المخطوطات الموجودة فيه إلى ساحة الماعز المجاورة و أحرقها عن آخرها ، فكان منظرا
أشبه بمنظر إحراق هولاكو للكتب في بغداد العراقية في زمنِِ مضى .
و قد قام الجنرال دو
روفيغو بعد ذلك بتحويل هذا الجامع إلى إسطبل ، بعد أن قتل فيه من المصلين ما يفوق
أربعة آلاف مسلم كانوا قد اعتصموا فيه احتجاجا على قراره بتحويل المسجد إلى كنيسة
، و أُصدِر أمرٌ بتصويب الأسلحة نحو أبواب المسجد و قام بإطلاقِ النار على
المعتصِمين في الداخل دون رحمة و لا شفقة الذين سقطو بين قتيل و مُغمَى عليه ...
وكان دو روفيقو يقول :
« يلزمني أجمل مسجد في المدينة لنجعل منه معبد إله المسيحيين » فحوَّل المسجد إلى
كاتدرائية ، حملـت إسم "سانت فيليب"، و صلّى المسيحيون فيه أول صلاة
مسيحية ليلة عيد الميلاد 24 ديسمبر 1832 م، و بعثت الملكة "إميلي زوجة لويس
فيليب" هداياها الثمينة للكنيسة الجديدة ، أما الملك فأرسل الستائر الفاخـرة
، و بعث البابا "غريغور السادس عشر" تماثيل للقديسين ...
و انتظر المسلمون 130
سنة من أجل العودة للصلاة في هذا المسجد مرة أخرى بمناسبة صلاة الجمعة الموافقة
للثاني من نوفمبر 1962م ، وكان خطيبها آنذاك العلامة الشهير الشيخ البشير
الإبراهيمي. رحمه الله
***********************
***********************